٤٤ ـ حدّثنا أبو محمّد الحسن بن أحمد المكتب قال : كنت بمدينة السلام في السنة الّتي توفّي فيها الشيخ عليُّ بن محمّد السمريُّ ـ قدَّس الله روحه ـ فحضرته قبل وفاته بأيّام فأخرج إلى النّاس توقيعاً نسخته :
« بسم الله الرّحمن الرحيم يا عليَّ بن محمّد السمريَّ أعظم الله أجر إخوانك فيك فانّك ميت ما بينك وبين ستة أيّام فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة الثانية (١) فلا ظهور إلّا بعد إذن الله عزَّ وجلَّ وذلك بعد طول الامد وقسوة القلوب ، وامتلاء الأرض جوراً ، وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة ، إلّا فمن ادّعى المشاهدة قبل خروج السفيانيِّ والصيحة فهو كاذب مفتر ، ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليِّ العظيم.
قال : فنسخنا هذا التوقيع وخرجنا من عنده ، فلمّا كان اليوم السادس عدنا إليه وهو يجود بنفسه ، فقيل له : من وصيّك من بعدك؟ فقال : لله أمر هو بالغه. ومضى رضياللهعنه ، فهذا آخر كلام سُمع منه.
٤٥ ـ حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عليّ بن أحمد بن بزرج بن عبد الله بن منصور بن يونس بن برزج صاحب الصادق عليهالسلام قال : سمعت محمّد بن الحسن الصيرفيَّ الدَّورقيَّ (٢) المقيم بأرض بلخ يقول : أردت الخروج إلى الحجِّ وكان معي مال بعضه ذهب وبعضه فضّة ، فجعلت ما كان معي من الذَّهب سبائك وما كان معي من الفضّة نقراً وكان قد دفع ذلك الماك إليَّ لاُسلِّمه من الشيخ (٣) أبي القاسم الحسين بن روح ـ قدَّس الله روحه ـ قال : فلمّا نزلت سرخس ضربت خيمتي على موضع فيه رمل ، فجعلت اميّز تلك السبائك والنقر فسقطت سبيكة من تلك السبائك منّي وغاضت في الرَّمل وأنا لا أعلم قال : فلمّا دخلت همدان ميّزت تلك السبائك والنقر مرة أخرى اهتماماً منّي بحفظها ففقدت منها سبيكة وزنها مائة مثقال وثلاثة مثاقيل ـ أو قال : ثلاثة وتسعون
__________________
(١) في بعض النسخ « الغيبة التامة ».
(٢) في بعض النسخ « الدوري ».
(٣) في النسخ « ذلك المال إليه لتسليمه إلى الشيخ ».