مثقالاً ـ قال : فسبكت مكانها من مالي بوزنها سبيكة وجعلتها بين السبائك ، فلمّا وردت مدينة السلام قصدت الشيخ أبا القاسم الحسين بن روح ـ قدَّس الله روحه ـ وسلّمت إليه ما كان معي من السبائك والنقر ، فمدَّ يده من بين [ تلك ] السبائك إلى السبيكة الّتي كنت سبكتها من مالي بدلاً ممّا ضاع منّي فرمى بها إليَّ وقال لي : ليست هذه السبيكة لنا وسبيكتنا ضيّعتها بسرخس حيث ضربت خيمتك في الرَّمل فارجع إلى مكانك وانزل حيث نزلت واطلب السبيكة هناك تحت الرَّمل فانّك ستجدها وستعود إلى ههنا فلا تراني.
قال : فرجعت إلى سرخس ونزلت حيث كنت نزلت ، فوجدت السبيكة تحت الرَّمل وقد نبت عليها الحشيش ، فأخذت السبيكة وانصرفت إلى بلدي ، فلمّا كان بعد ذلك حججت ومعي السبيكة فدخلت مدينة السلام وقد كان الشيخ أبو القاسم الحسين ابن روح رضياللهعنه مضى ، ولقيت أبا الحسن عليَّ بن محمّد السمريَّ رضياللهعنه فسلّمت السبيكة إليه.
٤٦ ـ وحدَّثنا أبو جعفر محمّد بن عليّ بن أحمد البرزجيّ قال : رأيت بسرِّ من رأى رجلاً شاباً في المسجد المعروف بمسجد زبيدة في شارع السوق وذكر أنَّه هاشمي من ولد موسى بن عيسى لم يذكر أبو جعفر اسمه وكنت اصلّي فلمّا سلّمت قال لي : أنت قمّيّ أو رازيُّ؟ فقلت : أنا قمّيُّ مجاور بالكوفة في مسجد أمير المؤمنين عليهالسلام فقال لي : أتعرف دار موسى بن عيسى الّتي بالكوفة؟ فقلت : نعم ، فقال : أنا من ولده قال : كان لي أبٌ وله أخوان وكان أكبر الاخوين ذامال ولم يكن للصغير مالٌ ، فدخل على أخيه الكبير فسرق منه ستمائة دينار ، فقال الاخ الكبير : أدخل على الحسن بن عليّ ابن محمّد بن الرِّضا عليهمالسلام وأسأله أن يلطف للصغير لعله يرد مالي فانه حلو الكلام ، فلمّا كان وقت السحر بدا لي في الدُّخول على الحسن بن عليّ بن محمّد بن الرِّضا عليهمالسلام قلت : أدخل على أشناس التركي صاحب السّلطان (١) فأشكو إليه ، قال : فدخلت على أشناس التركيّ وبين يديه نردُ يلعب به ، فجلست أنتظر فراغه ، فجاءني رسول الحسن بن عليٍّ
__________________
(١) في بعض النسخ « حاحب السطان »