في الاختصار وتأهيلا للتبصّر والاستبصار.
وهذا بناء على من يقدّم «القوانين» على «الكفاية» و «الرّسائل» ، وأمّا من يؤخّره درسا أو مطالعة عنهما فإنّ الأمر سهل غير عسير ، فبمطالعته التالية يرى اليسير ولا يحتاج بعد احاطته الى من له يشير.
وهكذا أتممت عملي بنفسي ، دون الاستعانة بغيري ، إذ إنّني طالما كنت أخشى على المتن وشرحه من أن يلحق به العبث نتيجة لعدم التخصّص ، وهي مشكلة اليوم ومحنته التي نعانيها في بعض الكتب والآثار العلمية المهمّة التي طبعت أخيرا بحلل جميلة ولكن أتت بأخطاء كبيرة مطبعيّة وغيرها أو حذف كثير منها ، وذلك إمّا لأنّ الّذين عملوا بها وأشرفوا عليها ما كانوا من أهل الاختصاص ، وإمّا لمصالح خاصة بأصحاب المصالح ، فحذفت وغيّرت ، وهذا وللأسف قد حصل حتّى في كتب حديثيّة كما سمعت.
مثل هذا دعاني لأن أتولّى عملي بنفسي فلا يعمله غيري وأدّعيه لنفسي ، شاكرا لمن آزرني ممن صفّ أحرف الكتاب ـ الأخ جعفر الوائلي ، والأخ السيّد محمّد إمام ، ولمن ساهم في التصحيح والمقابلة الأخ كريم عبد الرضا والأخ الفاضل السيّد محمّد باقر الحسيني الأشكوري وولدي الشريف علي ، ولكلّ من ساهم في الإنجاز والطبع. وكنت قد أمضيت أشهرا كثيرة وأنا أبحث في هذا الكتاب في حجرة من حجرات مدرسة إمام العصر عليهالسلام ، فشكرا للمؤسّس لها وللقيّم عليها آية الله الشيخ ميرزا أحمد الدشتي النجفي أطال الله في عمره وفي عافيته
وفي النهاية يسعدني وأنا في الختام أن أقدّم هذا الأثر النفيس والموسوعة الأصولية الهامّة من آثار وموسوعات قدمائنا الأفذاذ ، الّذين كانوا قد بذلوا المهج وخاضوا اللّجج وقدموا كل غال ونفيس ، فضربوا الأكباد وهجروا سكينة الرّقاد