وشدّوا العزيمة ولم يجعلوا لأي ثمين سواه قيمة ؛ صونا لهذه العلوم من الغروب والأفول وحفظا لها من الاندثار والانحسار ، تقرّبا منهم الى الله الواحد القهّار العالم بالخفايا والأسرار ، فكان النتاج آثارا نفيسة تدلّ على رسوخ قدمه وعلوّ كعبه وسموّ همّته تصنّفه من الأخيار وتبديه من الأبرار ، وقبرا له أصبح اليوم مزارا في الليل والنهار وتؤدّى عنده النذور لمؤمنين ومؤمنات قد نذروا لله التسبيح والصلوات والوجوه والخيرات.
وإنّي لسعيد في أن افتح العيون وأرفع السّتار وأرشد الأذهان وأشدّ العقول على سرّ هذا الكتاب ، وكأنني إن شاء الله سأرى بعد هذه الطبعة ستتسابق إليه الأيدي والدّور الى نشره ، وستليه طبعات وبذلك يكون فخري ، لأنني أوصلت هذا الكتاب بعد حين من الدّهر الى الميادين العلمية بحلّة جميلة وليعود محورا في هذا الفن ومحلا يتطلّع إليه الفضلاء ، وليعود الميرزا القمي بعد قرنين من الزّمن بكتابه الذي طالما كان ينظر إليه بإكبار بين الخاصة والعامة ، وقلّما كانوا لا يذكرونه إلّا بإعجاب وإعلاء.
جعلنا الله وإيّاه ممن يؤول الى دار السّلام ، في مقام مع من يرتضيه نكون ، نرتل ونقول : (تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ.)
والمبتغى من كلّ من ينظر فيه أن يخصّني ويخصّه بدعوة صالحة بظهر الغيب من لسان الغير.
اللهمّ اختم بعفوك أجلي وحقّق في رجاء رحمتك أملي وسهّل إلى بلوغ رضاك سبلي وحسّن في جميع أحوالي عملي.
وقد وقع الفراغ من تدوينه على يد
رضا حسين علي صبح
ليلة التاسع من ربيع الأوّل وهي ليلة اليوم السعيد / ١٤٢٧ ه
في حرم السيدة المعصومة عليهماالسلام قم المقدسة