ومعادن التنزيل ، الّذين هم الخلفاء من آل الرسول صلّى الله عليهم ، صلاة كثيرة متتالية مقترنة بالكرامة ، متلقاة بالقبول ما دامت عقد المشكلات منحلّة بأنامل (١) الدّلائل وظلم الشبهات ، منجلية بأنوار العقول.
أما بعد ، فهذه نبذة من المسائل الأصولية (٢) ، وجملة من مباني المسائل
__________________
ـ «الكافي» و «تفسير القمي» و «العياشي» و «الصافي» عنهم عليهمالسلام في أخبار كثيرة : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الذّكر وأهل بيته المسئولون وهم أهل الذّكر. وفي «العيون» عن الرضا عليهالسلام : قال الله تعالى : (قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللهِ ،) فالذّكر رسول الله ونحن أهله.
وفي «البصائر» عن الباقر عليهالسلام ، وفي «الكافي» عن الصادق عليهالسلام : الذّكر القرآن وأهله آل محمّد صلوات الله عليهم. قال تعالى : وأنزلنا إليك الذّكر لتبيّن للناس ما نزّل إليهم.
(١) جمع الأنملة من الأصابع العقدة ، وبعضهم يقول الأنامل رءوس الأصابع وعليه قول الأزهري. والأنملة المفصل الذي فيه الظّفر وهي بفتح الهمزة وفتح الميم أكثر من ضمّها ، وابن قتيبة يجعل الضّمّ من لحن العوام وبعض المتأخّرين من النحاة حكى بتثليث الهمزة مع تثليث الميم فيصير تسع لغات. هذا وفي جملة ما دامت عقد المشكلات منحلّة بأنامل الدلائل استعارة تحقيقية حيث شبّهت إبهام المشكلات بالعقد ، ثم ذكر المشبه به وأريد المشبّه.
(٢) النبذة والنبذة جمع نبذ ، الناحية يقال جلس نبذة أي ناحية ، وقد تستعمل للقطعة من الشيء على حدة كالنّبذة من الكتاب والأخير هو المقصود ، ويقال النّبذ الشيء القليل ونبذة أي شيء يسير وقد يكون هذا المراد. وقوله : ومن المسائل الأصولية ، حجّية الخبر والشهرة والإجماع وحجّية أحد الخبرين في باب التعارض ويمكن القول حجّية القطع بقسميه التفصيلي والإجمالي وغيرها كثير. وبالجملة ؛ فكل مسألة تكون حيثيّة البحث فيها حجّية أمر من الأمور التي تصلح للحجّية أو تتوهّم حجّيتها فهي ـ