الفقهية (١) ، جعلتها تذكرة لنفسي وللطالبين ، وتبصرة (٢) لمن استرشد في سلوك نهج الحقّ المبين ، وذخيرة مرجوّة لأجل فقري وفاقتي يوم الدّين ، حداني (٣) الى رسمها مذاكرة جمع من فضلاء الأصحاب ، ومباحثة جملة من أزكياء الأحباب ، وكان ذلك عند قراءتهم عليّا اصول كتاب «معالم الدّين» للفاضل المحقّق المدقّق الشيخ حسن بن الشيخ زين الدّين (٤) ، حشرهما الله مع الأئمّة الطّاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
__________________
ـ مسألة أصولية. نعم بعض المباحث التي لم يكن المبحوث عنه فيها حيثيّة الحجّية تدخل في سلك المبادئ كمسألة مقدمة الواجب ومبحث الضدّ وأمثالهما فتدبّر.
(١) بعد أن يصل الفقيه من خلال هذا العلم مثلا الى أنّ صيغة الأمر ظاهرة في الوجوب وأنّ ظاهر القرآن حجّة ، وبعد أن علم بقوله تعالى : (فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ) ، ربما يصح له أن يقول بوجوب الصلاة والزكاة والاطاعة ، وهكذا كان من مباني هذه المسألة الفقهية بعض هذه المباحث الاصولية ، ومن هنا عرّف بعضهم هذا العلم : بأنّه يبحث عن قواعد تقع نتيجتها في طرق استنباط الحكم الشرعي.
(٢) يقال بصّره الأمر تبصيرا وتبصرة أي فهّمه إيّاه.
(٣) بمعنى ساقني ، يقال : حدا بالإبل حدوا وحداء إذا زجرها وغنّى لها ليحثّها على السير. وفي الدعاء وتحدوني عليها خلّة واحدة أي تبعثني وتسوقني عليها خصلة واحدة وهو من حدو الإبل على ما قيل.
(٤) الشيخ حسن بن الشيخ زين الدين ، هو الشيخ جمال الدين أبو منصور حسن صاحب «المعالم» ابن الشيخ زين الدين الشهيد الثاني ، ولد «بجبع» جباع في ٢٧ شهر رمضان ٩٥٩ ه ق وتوفي مفتتح المحرّم سنة ١٠١١ ه ق في جبع. وله مؤلّفات كثيرة منها «معالم الدين وملاذ المجتهدين» برز منه جزء في أصول الفقه عرف ب : «معالم الأصول» الذي أصبح عليه المعوّل في التدريس من عصره والى اليوم (عند بعض) ، بعد ما كان التدريس في الشرح العميدي على تهذيب العلّامة والحاجبي والعضدي.