وأمّا الفرق بين علم الجنس واسم الجنس ، فهو انّ علم الجنس قد وضع للماهيّة المتّحدة مع ملاحظة تعيينها وحضورها في الذّهن كأسامة ، فقد تراهم يعاملون معها معاملة المعارف بخلاف اسم الجنس ، فإنّ التعيين والتعريف إنّما يحصل فيه بالآلة مثل الألف واللّام ، فالعلم يدلّ عليه بجوهره واسم الجنس بالآلة.
وأمّا الكليّ الطبيعي فلا مناسبة بينه وبين اسم الجنس ، والمناسب له إنّما هو نفس الجنس وليس كلّ جنس يكون كليّا طبيعيّا فالجنس أعمّ ، فإنّ الكلّي الطبيعيّ معروض لمفهوم الكليّ ونفس الكليّ جنس ، فالجنس أعمّ مطلقا.
وأمّا الفرق بين اسم الجمع واسم الجنس فهو أنّ اسم الجنس يقع على الواحد والاثنين بالوضع بخلاف اسم الجمع.
الثانية (١)
لا اختصاص للجنسيّة بالمفردات ، بل قد يحصل في الجمع أيضا لا بمعنى انّ المراد من الجمع هو الجنس الموجود في ضمن جماعة كما يقال في النّكرة انّه الجنس والطبيعة مع قيد وحدة غير معيّنة ، بل بمعنى انّ الجماعة أيضا مفهوم كلّي ، حتّى أنّ جماعة الرّجال أيضا مفهوم كلّي. فلك تصوير جميع الصّور المتقدّمة فيه ، فيقال لفظ رجال مع قطع النظر عن اللّام والتنوين موضوع لما فوق الاثنين ، وهو يشمل الثلاثة والأربعة وجميع رجال العالم ، فقد ينوّن ويراد به الوحدة ـ أعني جماعة واحدة ـ مثل النّكرة الأفراديّة في المفرد ، وقد ينوّن لمحض التمكّن ويراد
__________________
(١) وهي المقدمة الثانية على ما مرّ ولما سيأتي.