وصرّح في موضع آخر : بأنّه إنّما أطلق على الفرد الموجود منها باعتبار أنّ الحقيقة موجودة فيه.
وفي موضع آخر : والحاصل ، أنّ اسم الجنس المعرّف باللّام إمّا أن يطلق على نفس الحقيقة من غير نظر الى ما صدقت الحقيقة عليه من الأفراد وهو تعريف الجنس والحقيقة ونحوه علم الجنس كأسامة (١) ، وإمّا على حصّة غير معيّنة وهو العهد الذّهني ومثله النّكرة كرجل ، وإمّا على كل الأفراد وهو الاستغراق ومثله كلّ مضافا الى نكرة. وقد صرّح بذلك في مواضع أخر (٢).
ثم قال في آخر كلامه (٣) : فإن قلت المعرّف بلام الحقيقة وعلم الجنس إذا أطلقا على واحد كما في : ادخل السّوق و : رأيت أسامة مقبلة ، أحقيقة هو أم مجاز؟
قلت : بل حقيقة إذ لم يستعمل إلّا فيما وضع له. الى أن قال : وسيتّضح هذا في بحث الاستعارة.
وحاصل ما ذكره هنا (٤) ، أنّ لفظ الأسد لم يوضع للرّجل الشّجاع ، ولا لمعنى عام يشمل الرّجل الشّجاع والحيوان المفترس كالحيوان المجتري ، وإلّا لكان استعمال الأسد في الرّجل الشّجاع في قولنا : رأيت أسدا يرمي حقيقة لا مجازا
__________________
(١) «وامّا على حصة معيّنة منها واحدا أو اثنين أو جماعة وهو العهد الخارجي ونحوه علم الشخص كزيد» وهذه تتمة ما ذكره صاحب «المطوّل» والذي لم يذكره المصنّف.
(٢) في الصفحة ص ٦٥ منه.
(٣) ص ٦٤ هذا وكلامه المذكور في «المطوّل» لم يأتي في آخر كلامه فقد سبق جملة والحاصل المذكورة.
(٤) في بحث الاستعارة.