وحده أيضا جماعة إذا لم يكن معه من يصلّي معه ، مع أنّ بيان اللّغات ليس من شأنه عليهالسلام ، فالمقصود بيان الحكم.
وقد يجاب أيضا (١) : بأنّ النّزاع إنّما هو في صيغ الجمع لا في لفظ الجمع ، فإنّه بمعنى مطلق ضمّ شيء الى شيء.
وفيه : أنّ المتبادر من لفظ الجماعة أيضا الثلاثة وما فوقها ، وكذلك لفظ الجمع إذا لم يقصد به المعنى المصدري ، أعني الانضمام. والظاهر إنّهما أيضا محلّ النّزاع ، والذي هو خارج عن محلّ النّزاع هو مادّة (ج م ع) بمعنى مطلق الضمّ والإلحاق ، فإنّه يصدق في الاثنين أيضا حقيقة.
__________________
ـ أكون في البادية ومعي أهلي وولدي وغلمتي ، فأؤذّن وأقيم وأصلّي بهم ، أفجماعة نحن؟ فقال : نعم ، فقال : يا رسول الله فإنّ الغلمة يتبعون قطر السماء وأبقى أنا وأهلي وولدي فأؤذّن وأقيم وأصلّي بهم ، أفجماعة نحن؟ فقال : نعم ، فقال : يا رسول الله فإنّ ولدي يتفرّقون في الماشية فأبقى أنا وأهلي فأؤذّن وأقيم وأصلّي بهم أفجماعة نحن؟ فقال : نعم ، فقال : يا رسول الله ، إنّ المرأة تذهب في مصلحتها فأبقى أنا وحدي ، فأؤذّن وأقيم وأصلّي ، أفجماعة أنا؟ فقال : نعم المؤمن وحده جماعة. وقد علّق الشيخ الحرّ العاملي على الحديث المذكور بقوله : الصورة الأخيرة جماعة مجازية لا حقيقيّة ، والمراد أنّ ثوابه يضاعف بالأذان والاقامة وإرادة الجماعة فكأنّه وحده جماعة. «الوسائل» : ٨ / ٢٩٧ باب أقل ما تنعقد به الجماعة اثنان.
(١) المجيب هو صاحب «المعالم» : ص ٢٦٩.