فقيد الاجتهاد لعدم اعتبار وفاق العوام وخلافهم.
والتخصيص بهذه الأمّة لأنّهم لا يقولون بحجّيّة إجماع سائر الأمم ، وإن اقتضى بعض أدلّتهم ذلك (١).
وأمّا الشيعة فيلزمهم القول بالحجّيّة ، لأنّ حجّيّة الإجماع عندهم باعتبار دخول المعصوم عليهالسلام ، وهو لا يختصّ عندهم بزمان دون زمان.
وأمّا ما ذكره العلّامة رحمهالله في أوّل نكاح «القواعد» وغيره : من أنّ عصمة الأمّة من خواصّ نبيّنا صلىاللهعليهوآله (٢).
فقد نقل المحقّق البهائي رحمهالله عن والده عن مشايخه رحمهمالله : أنّ مراده العصمة من المسخ والخسف ونحو ذلك ، فلا اعتراض عليه.
والتقييد بالأمر الدّيني لإخراج ما ليس منه مثل العقليّات المحضة (٣) والدّيني
__________________
ـ العصر من أمّة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم على أمر من أمور الدين. ونقله صاحب «الاتحاف في شرح روضة الناظر» ٢ / ١١٥٤.
(١) لعلّ المراد استدلالهم بقضاء العادة على حقيقة اجتماع الخلق الكثير كما عن إمام الحرمين.
(٢) في «القواعد» : وخصّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بأشياء في النكاح وغيره وهي : ... وجعلت أمته معصومة ... وفي شرحه «جامع المقاصد» ٢ / ٦٤ ، وروي عنه عليهالسلام أنّه قال : «لا تجتمع أمتي على ضلالة» وفي عدّ هذا من الخصائص نظر ، لأنّ الحديث غير معلوم الثبوت ، وأمته صلىاللهعليهوآلهوسلم مع دخول المعصوم فيهم لا تجتمع على ضلالة ، لكن باعتبار المعصوم فقط ولا دخل لغيره في ذلك ، وبدونه هم كسائر الأمم ، على أنّ الأمم الماضين مع أوصياء أنبيائهم كهذه الأمة مع المعصوم ، فلا اختصاص.
(٣) كالعلوم التي لا دخل للشرع فيها كالرياضيات والطبيعيات ، ومثل الإجماع على جوهرية الجسم أو عرضيّة الألوان والطعوم ، ـ والطعوم مفرده الطّعم وهو ما تدركه ـ