المقصد الثاني
في الكتاب (١)
قانون
الحقّ جواز العمل بمحكمات الكتاب نصّا كان أو ظاهرا ، خلافا للأخباريين حيث قالوا بمنع الاستدلال بكلّه (٢) على ما نسب إليهم [إليه] بعضهم (٣) ، وقال : إنّ مذهبهم أنّ كلّ القرآن متشابه بالنسبة إلينا ، ولا يجوز أخذ حكم منه إلّا من دلالة الأخبار على بيانه ، وهو الأظهر من مذهبهم ، أو بالظّواهر فقط (٤) على ما
__________________
(١) معنى ما يتعلّق من المباحث في كتاب الله العزيز الحكيم والذي يقال له أيضا القرآن وهو في الأصل مصدر كغفران ومعناه الجمع يقال : قرأت الشيء قرآنا أي جمعته جمعا ، وإنّما سمي به الكتاب لجمعه القصص والأمر والنهي والوعد والوعيد والآيات والسّور ، أي يضمّ بعضها الى بعض. وقيل القرآن ما يقرأ به كالقربان لما يقرب به فيكون اسما ، وسمي به ما بين الدفتين لأنّه يقرأ به من القراءة بمعنى التلاوة يقال قرأت الكتاب أي تلوته.
(٢) أي بشيء منه بقرينة ما بعد ، وإن كان ظاهر اللّفظ سلب العموم لا عموم السلب ، والمراد بالقرينة التفصيل.
(٣) في الحاشية : الظاهر أنّه السيّد المحدّث الجزائري في «منبع الحياة» على ما حكي عنه.
(٤) عطف على قوله بكله.