مثال الأوّل : الحيوان ، ومثال الثاني : الإنسان والبشر ، ومثال الثالث : وضع المشتقّات لمعانيها ، مثل : فاعل الذّات قام به الفعل.
والمراد بالوضع الإجمالي هو الوضع النوعي ، وقد يحصل اجتماع الألفاظ التفصيليّة في الأوضاع النوعيّة ، كوضع فعال وفعول للمبالغة ، فيحصل الترادف في الوضع النوعي أيضا. وله أن يعيّن لفظا معلوما أو ألفاظا معلومة بالتفصيل أو الإجمال بإزاء خصوصيات الجزئيّات المندرجة تحته ، لأنّها معلومة إجمالا إذا توجّه العقل بذلك المفهوم العامّ نحوها ، والعلم الإجمالي كاف في الوضع ، فيكون الوضع عامّا ، والموضوع له خاصّا.
مثال الأوّل : الحروف قاطبة ، فإنّ : (من) و (الى) و (على) مثلا لوحظ في وضعها معنى عام نسبي هو الابتداء والانتهاء والاستعلاء ، ووضع تلك الحروف لجزئيّات تلك المعاني. ومثل لفظ : (هذا) و (هو) لكلّ مفرد مذكّر.
ومثال الثاني : (ذي) و (تي) و (تهي) (١) لكلّ مفرد مؤنّث.
ومثال الثالث : الوضع الهيئتي للأفعال التامّة ، فإنّها باعتبار النسبة وضعها حرفي نوعي إجمالي ، وإن كان باعتبار المادّة من القسم الأوّل من هذين القسمين وضعها عامّ والموضوع له عامّ (٢).
__________________
(١) بسكون الهاء وبكسرها باختلاس واشباع قال في الالفية : بذا لمفرد مذكر أشر بذي وذه تي تا على الاثنى اقتصر.
(٢) إذ إنّ الأفعال التامة باعتبار المادة أي المعنى الحدثي وضعها عام والموضوع له فيه أيضا عام ، وذلك لأنّ الحدث كالضرب مثلا أمر كلّي يندرج تحته جزئيّات ، فحينئذ يكون كل من الوضع والموضوع له فيه عاما. وقد صرّح سلطان المحقّقين الى أنّ ما ـ