الثّاني في «التمهيد» (١) ، وغيرهما.
ولكنّ الشيخ رحمهالله قال في «العدّة» : (٢) والذي أذهب إليه وهو مذهب جميع شيوخنا المتكلّمين المتقدّمين والمتأخّرين ، وهو الذي اختاره المرتضى رحمهالله ، وإليه كان يذهب شيخنا أبو عبد الله رحمهالله أنّ الحقّ في واحد ، وأنّ عليه دليلا ، ومن خالفه كان مخطئا فاسقا.
ولكن يمكن تأويل كلام الشيخ رحمهالله بما يرجع الى ما ذكره سائر الأصحاب ، كما يظهر من ملاحظة ما بعد هذا الكلام ، لا نطيل بذكرها.
وحاصله ، أنّ ذلك إذا كان اجتهادهم بالقياس والرّأي.
ثمّ القائلون بالتخطئة من العامّة اختلفوا (٣).
فقال بعضهم : إنّ الله لم ينصب دليلا على ذلك الحكم المعيّن ، وهو بمنزلة الدّفين ، فمن عثر عليه من باب الاتّفاق فله أجران ، ومن لم يصب فله أجر واحد على اجتهاده.
وقال بعضهم : إنّه نصب عليه دليلا ، فقيل : إنّه قطعيّ ، وقيل : إنّه ظنّي.
والقائلون بأنّه قطعيّ اختلفوا.
فجمهورهم على عدم الإثم.
وذهب بشر المريسي (٤) ، الى كون المخطئ آثما.
__________________
(١) «تمهيد القواعد» ص ٣٢٢.
(٢) ٢ / ٧٢٦.
(٣) وقد نقلها الشّهيد في «التمهيد» ص ٣٢٢.
(٤) بشر بن غياث بن أبي كريمة عبد الرحمن المريسي العدوي بالولاء (.... ٢١٨ ه) ـ