الموضوعة في البيت التي غبنا عنها بعد ساعة ، علماء عارفين بالعلوم الدّقيقة ، بأنّها علم ويحتمل النقيض ، فإنّه كما وقع انقلاب العصا حيّة ، وصيرورة الميّت حيّا اللّذين جرت العادة ، بعدمهما ، فلا يحتمل نقيض ذلك العدم في زمان النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي هو صاحب هاتين المعجزتين ، وقد انخرقت تلك العادة. فقد يمكن مثل ذلك في الجبل الذي غبنا عنه ، والأواني التي اختفت عنّا بكرامة بعض الأولياء ، فكيف ينكر احتمال النقيض في مثل ذلك ، بل ذلك إنّما هو ظنّ متاخم للعلم يشتبه بالعلم ، كما ذكره بعض الحكماء في الحدسيّات والتجربيّات ، فلا يصحّ القول بحصول الجزم مع احتمال النقيض ، وهذا النقض منقول عن العلّامة رحمهالله في «النّهاية».
وأجيب عنه : بأنّ مطلق التجويز لا ينافي الجزم ، فإنّ هذا التجويز الحاصل في العلوم العادية إنّما هو بالنظر الى الإمكان الذاتيّ لعموم قدرة الله تعالى وقابليّة المادّة ، وأمّا بالنّظر الى مجرى عادة الله تعالى ، فلا يحتمل النقيض ولا يجوز التبدّل.
وحاصل هذا الجواب على ما ذكره المحقّق البهائي رحمهالله أنّ كون الجبل حجرا مثلا لا يحتمل نقيضه حال العلم بأنّه حجر ، سواء كان في شيء من الأوقات أو دائما.
والحاصل ، أنّ ما دام العادة تقتضي انتفاء النّقيض ، فلا احتمال للنقيض ، وذلك لا ينافي إمكان تبديل الحجر ذهبا بالذّات ، ومن حيث القابليّة وعموم قدرة الله تعالى.
فقولنا : لا يحتمل النّقيض ، بمعنى أنّ النّقيض ممتنع ولو بالغير ، وهو لا ينافي الإمكان الذّاتي ، فالجبل حين علمنا بأنّه حجر ، ذاته لا ينافي الذّهبيّة ، لكنّ العادة تنافيها ، وكذا الكلام في المحسوسات ، فإنّ العلم بأنّ العالم مضيء في النّهار ، لا