فلا يخلو إمّا أن يجد من يحكي عن الحيّ أو لا. فإن وجده تعيّن أيضا ، وإن لم يجده ، فإمّا أن يجد من يحكي عن الميّت أو لا ، فإن وجده وجب الأخذ بقوله ، وإن لم يجد ، وجب الأخذ من كتب المجتهدين الماضين.
ونقل مثل ذلك عن الشيخ عليّ بن هلال رحمهالله (١) أيضا.
وأنت بعد الإحاطة بما حقّقناه هنا ، وفي تقليد الأعلم وغيره ، تعرف حقيقة الحال ، وأنّ المعيار متابعة ما يظنّ أنّه حكم الله تعالى ، أو أنّه أحد من الأمور المتساوية نسبتها الى ما هو حكم الله تعالى ، أو الى ما يحصل به الظنّ بما يفيد الظنّ بأنّه حكم الله تعالى.
والرّواية عن المجتهد والفهم عن كتابه بالاجتهاد من هذا القبيل ، ففي كلّ مرتبة من المراتب مكلّف بالظنّ بحكم الله تعالى منحصرا أو في واحد من المحتملات المتساوية.
__________________
(١) قال في حقه السيد حسين بن السيد حيدر الحسيني الكركي العاملي في إجازة له : الشيخ الجليل شيخ الاسلام حقا علي بن هلال الكركي الشّهيد والده بمنشار. وفي «الأعيان» ٨ / ٣٦٩ : كان من تلاميذ المحقق الثاني الشيخ علي بن عبد العالي الكركي وتوفي عن بنت واحدة فاضلة ، وكانت زوجة الشيخ البهائي ورثت من أبيها جميع كتبه البالغة خمسة آلاف مجلد ، وكان أبوها جاء بتلك الكتب من بلاد الهند فأوقفها الشيخ البهائي كسائر كتبه وكان مقرّب من الشاه طهماسب الصفوي ، بعد وفاة شيخه المحقق الكركي جعل شيخ الاسلام بأصبهان ثم انتقل ذلك المنصب الى ختنه الشيخ البهائي ، له كتاب «الطهارة» كبير حسن الفوائد ، مشتمل على أمات مباحث الطهارة وعليه حواش لولد المحقق الكركي الشيخ عبد العالي ، وينقل منه عن الشهيد الثاني. توفي سنة ٩٨٤ في اصفهان ونقل هو والشيخ عبد العالي ابن المحقق الثاني الى مشهد الرضا عليهالسلام.