يقرع سمعها لزوم العدّة ، فلا ريب أنّها معذورة ، وقد يطلق المستضعف على مثل ذلك.
ولا ريب أنّ أكثر الأطفال في أوائل البلوغ وكثيرا من النّسوان والعوامّ في غالب أحكامهم يلحقون بالمستضعفين بهذا المعنى وإن لم يكونوا مستضعفين من جهة العقل ، بل قد عرفت أنّ الغفلة تحصل للعلماء والفضلاء أيضا ، فالنّزاع بين علمائنا مشهور ، والمحقّق الأردبيلي رحمهالله وموافقيه لا بدّ أن يكون فيمن حصل له العلم بالإجمال وتفطّن لوجوب التحصيل ، لكن قصّر في تحصيله وعمل بمقتضى ما قاله من لم يكن أهلا للفتوى وحقيقا بالتقليد ، أو بظنّه ، ولذلك شرطوا فيه موافقته الواقع ، وقد عرفت التّحقيق وأنّه ليس كما قالوه.
ثمّ إن قلت : إنّ ما ذكرت يوجب سدّ أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلّا للمقصّر المتقاعد عن التحصيل مع علمه بوجوب المعرفة ، فلا يجب نهي الغافلين عن الأعمال الشنيعة ولا أمرهم بالعبادات الصّحيحة ، فينتفي فائدة بعث الرّسل وإنزال الكتب.
قلت : ما ذكرته بعينه شبهة ترد على الله تعالى في أصل بعث الأنبياء وإنزال الكتب ، وتأسيس الأحكام وحلّها. إنّ هذه الأحكام والآداب والأعمال لها آثار وثمرات وخواصّ بها يستكمل نفس الإنسان ويحصل له بسبب استعمالها قرب الخالق المنّان ، ولطف الله تعالى يقتضي إبلاغ ذلك بحسب وسع عباده ومقتضى طاقتهم ، ألا ترى أنّ الأنبياء عليهمالسلام لم يقدروا في أوّل زمان بعثهم على تبليغ جميع الأحكام الى جميع أهل العالم ، وخصوصيّات المكلّفين في كلّ واحد من البلاد.
وحكمته تعالى اقتضت تبليغ ذلك وتتميمه متدرّجا ، ومن لم يكمل عليه الحجّة ولم يتّضح له الحجّة منهم في زمانهم عليهمالسلام ، فلا سبيل للمؤاخذة عليهم ، ومن قرع