وبالجملة فيوم قتل الحسين حقيقي وعرفي ومجازي ، والأول جزئي شخصي لا يقبل التعدد ، والثاني كلي يقبل التعدد والتجدد في كل سنة ، هذا إذا زرت بهذه الزيارة في يوم عاشوراء ، وإن زرت بها في غيره من أيام السنة فإن اقتصرت على عين هذه العبارة من غير تبديل فقولك : «هذا يوم تبركت به بنو أمية ... وفرحت به آل زياد وآل مروان بقتلهم (١) الحسين» ، أي لقتلهم الحسين فيه كما لا يخفى مستلزم للأخبار بأن هذا يوم قتل الحسين ، وحينئذ فكلمة (هذا) إما أن يشار بها إلى هذا اليوم الموجود الخارجي ا لحاضر ، أعني يوم الزيارة أو إلى ذلك اليوم الخارجي المعدوم ، أعني يوم الشهادة.
وعلى الثاني (٢) فإما أن يكون توجيه الحكم إلى ذلك اليوم باعتبار حضوره الذهني الموجود عند الزائر ، ويكون الحضور الذهني هو المحكوم عليه ، أو باعتبار وجوده الخارجي المعدوم حين الزيارة ، ويكون الحضور الذهبي آلة لملاحظة حاله ، وعلى جميع التقادير يلزم الكذب الصريح ، إذ من المعلوم أن تبركهم ليس بيوم الزيارة ، ولا بالصورة الذهنية الحاضرة عند الزائر ، ولا بيوم الشهادة حقيقة ، إذ لم يطلع على شهادته عليه السلام في ذلك اليوم إلا العساكر الملعونة الحاضرة في الطف ، وإنما وصل خبر شهادته عليه السلام إلى بني أمية وآل زياد وآل مروان بعد يوم الشهادة ، فلا محالة وقع تبركهم بمثل ذلك اليوم من السنة المتأخرة لا بشخصه ، وما مر من المعنى الكلي ، والتنزيل
__________________
(١) في الأصل «لقتلهم».
(٢) أي (يوم الشهادة).