نعم ، لا بد من تبديل بعض الكلمات بما يناسب حال الزائر وزمانه ومكانه ، فمن ذلك التبديل لأجل كون الزائر امرأة فلا بد لها من تبديل المشتقات المذكرة بالمؤنثة كولي ، وعدو ، ووجيها بالحسين ، وما ورد في دعاء (صفوان) من قوله «أتيتكما زائرا ومتوسلا» و «متوجها» و «مستشفعا» ، «منتظرا» ، «مفوضا» ، «ملجئا» ، «ومتوكلا» إلى غير ذلك من الصيغ المذكرة المذكورة فيه ، فوجب عليها تبديل ذلك كله بالمؤنث.
فليت شعري ماذا يقول المقتصر على خصوص المأثور في حق النساء ، فهل يمنعهن عن الزيارة والدعاء؟! أو يجوز لهن التلفظ بالغلط؟! أراه يلتزم بشيء من ذلك ، وهذا الكلام يجري في جميع الدعوات الواردة في الشريعة بالصيغ المذكرة ، ولا أظن عاقلا يلتزم فيها بأحد الأمرين المزبورين في حق النساء.
ومن ذلك التبديل فيما نحن فيه لأجل اختلاف الزمان ، فيبدل كلمة (هذا) ب ـ «يوم قتل الحسين» أو «يوم عاشوراء» ، والثاني أولى ثم أولى لخلوه عن التجوز أصلا كما لا يخفى.
ومن ذلك التبديل لأجل اتلاف المكان كما في قوله في دعاء (صفوان) «أتيتكما زائرا» فيلزم تبديله بقوله «توجهت إليكما» أو «إلى ضريحكما» أو «قصدتكما بقلبي» ونحو ذلك.
وقد وقع التصريح بالتبديل المزبور في بعض الروايات ، ففي حاشية (المصباح للكفعمي) : «إن كانت الزيارة من بعد فقل : «قصدتكما بقلبي زائرا»