وإن كانت من قرب فقل : «أتيتكما زائرا» روى ذلك عن الصادق عليه السلام ، قاله (الشيخ المفيد رحمه الله) في مزاره».
مع أن متن عبارة الدعاء أقرب إلى التوجه من متن عبارة الزيارة ، ومع ذلك إذا وجب التبديل في الدعاء وجب التبديل في الزيارة بطريق أولى.
وفي (البحار) عن (التهذيب) (١) عن (ابن أبي عمير) (٢) ، عمن رواه قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : «إذا بعدت بأحدكم الشقة ، ونأت به الدار ، فليعل على منزله ، وليصل ركعتين ، وليومئ بالصلاة إلى قبورنا ، فإن ذلك يصل إلينا (٤) ، ويسلم
__________________
(١) تهذيب الأحكام : أحد الكتب الأربعة المجاميع القديمة المعول عليها عند الأصحاب من لدن تأليفها حتى اليوم ، ألفه شيخ الطائفة (ت ٤٦٠ ه ـ) ، استخرجه من الأصول المعتمدة للقدماء التي كانت في مكتبة الشريف المرتضى ومكتبة سابور المؤسسة للشيعة بكرخ ، كانت كلها بخطوط الأئمة المعتبرة وأصولهم المحررة ، قد خرج تمام كتاب الطهارة إلى أوائل كتاب الصلاة بعنوان الشرح على مقنعة أستاذه الشيخ المفيد (ت ٤١٣ ه ـ) وذلك في زمن حياة المفيد ، وكان عمره ٢٥ سنة ، ثم تممه بعد وفاته ، وقد أنهيت أبوابه إلى ٣٩٣ بابا ، وأحصيت أحاديثه في ١٣٥٩٠ حديثا ، له شروح وحواشي كثيرة : ملاذ الأخيار للعلامة المجلس (ط) ، وقد طبع التهذيب على الحجر في مجلدين كبيرين في ١٣١٧ ه ـ ، وطبع في النجف بتحقيق السيد حسن الخرسان في ١٠ مجلدات ، ثم حققه مرة أخرى علي أكبر غفاري في إيران (الذريعة ٤ / ٥٠٤ بتصرف).
(٢) تهذيب الأحكام (٦ / ١٠٣) والبحار (٩٨ / ٣٧٠).
(٣) محمد بن أبي عمير زياد بن عيسى ، أبو أحمد الأزدي : من موالي المهلب بن أبي صفرة ، وقيل مولى بني أمية ، والأول أصح ، بغدادي الأصل ، جليل القدر ، من أصحاب الإجماع ، عظيم المنزلة فينا وعند المخالفين ، الجاحظ يحكي عنه في كتبه ، وقد ذكره في المفاخرة بين العدنانية والقحطانية ، وكان حبس في أيام الرشيد ، روى عن الرضا والجواد عليهما السلام ، اعتبر بعض العلماء مراسليه كالصحيح (معجم رجال الحديث ١٥ / ٢٩١).
(٤) إلى هذا الموضع رواه الكافي (٤ / ٥٨٧) والفقيه (٢ / ٥٩٩) وكامل الزيارات ص ٤٨٠ والشيخ المفيد في المقنعة ص ٤٩٠.