على الأئمة من بعيد كما يسلم عليهم من قريب ، غير أنك لا يصح أن تقول أتيتك زائرا ، بل تقول في موضعه قصدتك بقلبي زائرا» (١).
قال في (البحار) (٢) : «قوله «ويسلم على الأئمة» إلى آخر الكلام ، من كلام (الشيخ) (٣) وليس من تتمة الخبر كما يظهر من الكفعمي».
ولا يخفى أن ما ذكره رحمه الله خلاف الظاهر (٤) ، إذ لو كان الأمر كما ذكره لكان على (الشيخ) أن يقول «قال (محمد بن الحسن) : ويسلم على الأئمة» كما هو دأبه في التهذيب ، فقرب بين كلامه وبين الخبر ، ومجرد عدم هذه التتمة في رواية في لا يدل على ما ذكره ، إذ هذا النحو من الاختلاف بين المشايخ الثلاثة (٥) في نقل الخبر كثير جدا ، وعلى فرض كونه من كلام (الشيخ) كان مأخوذا من رواية (المفيد) كما مر.
__________________
(١) من قوله «ويسلم على الأئمة» إلى نهاية الخبر نقله الشيخ المفيد قدس سره في مزاره ص ٢١٥.
(٢) البحار (٩٨ / ٣٧٠).
(٣) أقول إن كان كذلك فالقول هنا أولى أن ينسب إلى الشيخ المفيد قدس سره لأنه قال بنفس هذا القول في مزاره كما تقدم ، ومن المعلوم أن المفيد شيخ الطوسي.
(٤) ذهب إلى قول العلامة المجلسي أيضا الشيخ أبو المعالي الكلباسي في رسائله الرجالية (٤ / ٢٦٧) حيث قال بعد نقله للرواية : «حيث إن التبديل المذكور فيه من الشيخ على الأظهر كما جرى عليه في البحار وتحفة الزائر وزاد المعاد ، على ما حررنا الكلام فيه في الرسالة المعمولة في شرح زيارة عاشوراء ، لكن زعم المحدث الحر في الوسائل ، وكذا الكفعمي في بعض تعليقات كتابه أن ذلك من أجزاء الحديث ؛ حيث إنه روى كل منهما العبارة المذكورة في باب التبديل تتمة للرواية».
(٥) أي ثقة الإسلام الكليني والشيخ الصدوق والشيخ الطوسي (قدس الله أسرارهم).