وقد أورد (ابن طاووس) (١) رضي الله عنه في (فرحة الغري (٢)) (٣) زيارة من علي بن الحسين لقبر أمير المؤمنين عليه السلام وفي أخرها : «اللهم فاستجب دعائي واقبل ثنائي وأعطني جزائي واجمع بيني وبين أوليائي بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلخ» ثم قال «قال الباقر عليه السلام : ما قاله أحد من شيعتنا عند قبر أمير المؤمنين عليه السلام أو عند قبر أحد من الأئمة إلا وقع في درج من نور إلى آخر الخبر» ، ثم قال رحمه الله «وإذا كان الإنسان علويا فاطميا جاز أن يقول كما فيها من قوله آبائي ، وإن لم يكن كذلك فليقل ساداتي» ، مع أنه قابل للتوجيه أيضا من دون حاجة إلى التبديل ، نظرا إلى ما روي من قوله عليه السلام : «أنا وعلي أبوا هذه الأمة» ، في أخبر مستفيضة مذكورة في (تفسير الإمام) (٤) عند قوله تعالى
__________________
(١) عبد الكريم بن أحمد بن موسى بن جعفر (..) بن طاووس الحسني العلوي ، ولد في شعبان سنة ٦٤٧ ه ـ في الحائر الحسيني ثم درس في مدينة بغداد ، تتلمذ على يد عمه السيد رضي الدين ابن طاووس الشهير (م ٦٦٤ ه ـ) ، وعلى يد المحقق الحلي (ت ٦٧٦ ه ـ) ، والخواجه نصير الدين الطوسي (ت ٦٧٢ ه ـ) ، من أهم تلاميذه ابن داوود الحلي (صاحب الرجال م ٧٤٠ ه ـ) ، كان شاعرا منشئا أديبا حافظا للسير والأحاديث والأخبار والأشعار توفي في شوال ٦٩٣ ه ـ وكان عمره ٤٥ سنة ، اختلف في مكان قبره فقيل في الحلة وقيل في النجف الأشرف (من مقدمة فرحة الغري).
(٢) فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين بالغري أقام فيه البراهين الكثيرة الجليلة عن أهل البيت على تعيين قبره في النجف الأشرف ويتضمن الكتاب وقائع تاريخية مهمة ، رتبه على مقدمتين وخمسة عشر بابا ، الأبواب الإحدى عشر الأولى فيما ورد عن أهل البيت عليهم السلام ابتداءا برسول الله صلى الله عليه وآله إلى العسكري عليه السلام ، ثم أتبعه بما ورد عن زيد بن علي والمنصور والرشيد وأعيان العلماء ، ثم اختتمه بقصص وكرامات حدثت عند الضريح المقدس ، طبع على الحجر في إيران ملحقا بمكارم الأخلاق للطبرسي سنة ١٣١١ ه ـ ، ثم في النجف الأشرف سنة ١٣٦٨ ه ـ ، ثم محققا في قم المقدسة بتحقيق السيد تحسين آل شبيب ونشر مركز الغدير.
(٣) فرحة الغري ص ٤٠ وعنه البحار (١٤ / ٣٩٥).
(٤) تفسير الإمام العسكري عليه السلام ص ٣٣٠ ، ورواه الثقفي في الغارات (٢ / ٧١٧) ، والصدوق =