حذف المضاف والبناء ، فإذا تمت بصلتها فلا بد من إعرابها وهذا يقوي ما قال سيبويه لأن معنى الحكاية لا يتغير بإظهار المبتدأ بعد (أيا). فلما وجدنا العرب تنصب (أيا) إذا تمت بصلتها وتضمها إذا حذفت منها المبتدأ علمنا أن الضم بناؤها دون ما سواه ، وتمامها أن تقول : لأضربن أيهم هو قائم ، وبعض العرب (١) يعربها وإن حذفت منها المبتدأ وهي لغة جيدة ووجهها أن (أيا) قد بينا تمكنها واستحقاقها الإعراب وسبب الحذف بعدها للاستخفاف ولا ينبغي أن يكون ما حذف للاستخفاف يؤثر في إزالة تمكن الاسم.
فإن قيل : فلم قبح استعمال الذي إذا حذف من صلته المبتدأ ولم يقبح ذلك مع (أي)؟
قيل : يجوز أن يكون ذلك لأن (أيا) لا تنفك من الإضافة فيصير المضاف إليه كالعوض من حذف المبتدأ فلهذا كثر في (أي) الحذف من بين سائر أخواتها.
فإن قال قائل : قد ذكرت في الباب أن (إذا) لا بد أن يذكر بعدها فعل وقد وجدنا العرب تقول : خرجت فإذا زيد قائم وقائما؟
قيل له : إن (إذا) تستعمل على / ضربين أحدهما : أن تكون للزمان المستقبل ويدخل فيها معنى الشرط والجزاء فهذه التي لا بد أن يذكر بعدها الفعل.
والضرب الثاني أن تكون (إذا) بمعنى المفاجأة وظاهرها أن تكون ظرفا من المكان فهذه لا تحتاج إلى الفعل إذ ليس فيها معنى الشرط والجزاء فإذا قلت :
__________________
(١) قال سيبويه : " حدثنا هارون أن ناسا وهم الكوفيون يقرؤونها : (ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا) وهي لغة جيدة ، نصبوها كما جرّوها حين قالوا : امرر على أيّهم أفضل ، فأجراها هؤلاء مجرى الذي إذا قلت : اضرب الذي أفضل ، لأنك تنزل أيا ومن منزلة الذي في غير الجزاء والاستفهام" الكتاب ٢ / ٣٩٩ (هارون) ، والأصول ٢ / ٣٢٤. وجاء في الهمع أن الكوفيين والخليل ويونس ذهبوا إلى إعرابها في قوله تعالى : (ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا) وأولوها على الحكاية أو التعليق. مستدلين بقراءة النصب فيها ١ / ٣١٣ (دار البحوث العلمية).