بسم الله الرحمن الرحيم (١)
صلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
قال أبو الحسن محمد بن عبد الله الورّاق رحمهالله وغفر له :
[باب علم ما الكلم؟](٢)
إن قال قائل : من أين علمتم أن الكلام ينقسم ثلاثة أقسام (٣)؟ قيل : لأن المعاني التي يحتاج إليها الكلام ثلاثة ؛ وذلك أن من الكلام ما يكون خبرا ويخبر عنه فسمى النحويون هذا النوع اسما ، ومن الكلام ما يكون خبرا ولا يخبر عنه فسمى النحويون هذا النوع فعلا ، ومن الكلام ما لا يكون خبرا ولا يخبر عنه فسمى النحويون هذا النوع حرفا ، وليس ههنا (٤) معنى يتوهم سوى هذه الأقسام الثلاثة فلهذا لا نشك فيما عدا هذه الأقسام ؛ إذ لا معنى يتوهم سواها (٥).
__________________
(١) الورقة الأولى من الكتاب ذكرت فيها التملكات ، لذلك كانت بدايته من الصفحة الثانية.
(٢) قمت بوضع عنوانات جزئية في الصفحات الثلاثين الأولى ، وذلك لعدم وجود ما يفصل بين الفقرات.
(٣) قال سيبويه : " فالكلم اسم وفعل وحرف جاء لمعنى ليس باسم ولا فعل" الكتاب ١ / ١٢ (هارون) ووجد الزجاجي هذا التقسيم في عدة لغات عرفها سوى العربية ، انظر الإيضاح ٤١ و ٤٥.
(٤) في الأصل : هاهنا.
(٥) انظر المرتجل ٥ ، إذ عرض ابن الخشاب نحوا من هذا الكلام.