يتبعها (١) وكانت أجمعون لا تستعمل إلا تابعة فوجب أن يتقدم الأقوى أعني (كلا) وأما أجمعون فيتقدم على أكتعين ، وأفصعين ، وإنما وجب تقديمها عليها لأنها ليست بمشتقة اشتقاقا بيّنا وأجمعون مأخوذة من الاجتماع المعروف فلما قوي معنى أجمعين لأنها مشتقة تقدمت أكتعين وإن كان يجوز في أكتعين أن يشتق عن قولهم مرّ عليه حول كتيع ، أي تامّ ، (٢) فإن تركت أجمعين فقلت : مررت بالقوم أكتعين ، أو أتبعين ، أو أفصعين ، أو جمعت بينهما من غير أن تذكر أجمعين لم يجز فزاد هذا الإتباعات من غير أن يتقدمها أجمعون ، فإن قدمتها جاز أن تذكر ما شئت بعدها من التوابع ، وإن شئت قدمت بعضها على بعض لأنها متساوية في هذا الحكم فلذلك اتفقت أحكامها في ما ذكرناه (٣) / وحكم المؤنث في هذا كحكم المذكر.
فإن قال قائل : قد علمنا أن كلهم وأنفسهم يتعرفان بالإضافة ، فمن أين زعمت أن أجمعين معرفة؟
قيل له : لأن جمعه أقيم مقام الإضافة أي مقام إضافته إلى ما يعرّفه إذ كان الأصل أن تقول : مررت بالقوم أجمعهم فحذف لفظ الضمير وأقيم الجمع بالواو والنون مقامه.
فإن قال قائل : فلم كرهوا مررت بالقوم أجمعهم؟
قيل له : لأن أجمع على وزن أفعل ومن شرط أفعل إذا أضيف إلى الشيء أن يكون بعضه.
فلو قالوا : مررت بالقوم أجمعهم ، لتوهموا أن القوم بعض الهاء والميم ، وإنما
__________________
(١) في الأصل : يتبعه.
(٢) أجاز الكوفيون وابن كيسان تقدم أكتع على أجمع ، المساعد ٢ / ٣٩٠. وفي الأصل : تمام.
(٣) للتفصيل انظر شرح الأشموني ٢ / ٤٠٥ ، والمساعد ٢ / ٣٩٠.