ذلك قول الشاعر (١) :
على حين عاتبت المشيب على الصبا |
|
وقلت ألّما تصح والشيب وازع |
وأما من أعرب فلأن الظرف متمكن في نفسه وهذه الإضافة استحقها لما ذكرناه فوجب أن يبقى على حال تمكنه لأن ما استحقه من الإضافة لعلّة أوجبت له ذلك ، وقد يجوز أن يبنى مع المضارع ايضا كقولك : أعجبني يوم تقوم ، إلا أن الإعراب مع المضارع أحسن لما ذكرناه ، وأما جواز البناء ، فلأن ظروف الزمان قد خالفت جميع الأسماء بإضافتها إلى الجمل ، وخروج الشيء عن نظائره نقص له فوجب لهذا النقص أن يبنى والله أعلم.
باب إنّ وأنّ
إن قال قائل : لم وجب أن تكسر إن في الابتداء؟
قيل : للفصل بينهما أعني بين إن وأن.
فإن قال قائل : فما الحاجة إلى الفصل بينهما؟
قيل له : لأن أن المفتوحة وما بعدها في تقدير اسم والمكسورة لا تكون مع ما بعدها اسما (٢) فلما اختلف حكمها وجب الفصل بينهما.
فإن قيل : فلم خصت بالكسر وخصت الأخرى بالفتح؟
قيل له : لأن الكسر أثقل من الفتح وأن المفتوحة قد قلنا إنها وما بعدها اسم ،
__________________
(١) البيت للنابغة الذبياني من قصيدة يعتذر فيها إلى النعمان بن المنذر الديوان ٤٤ ، وهو في الكتاب ٢ / ٣٣٠ ، ومعاني القرآن للفراء ١ / ٣٢٧ ـ ٣ / ٢٤٥ ، والكامل ١ / ٢٤٠ ، وشرح أبيات سيبويه للنحاس ٢٤٧ ـ ٣١٦ وشرح أبيات سيبويه لابن السيرافي ٢ / ٥٣ ، والإنصاف ١ / ٢٩٢ ، وشرح المفصل واستشهد به في مواضع عدة منها ٨ / ١٣٦ ـ ٩ / ١٣٥ ، وأمالي ابن الشجري ١ / ٦٨ ، والمساعد : ١ / ٤٠٥ ـ ٢ / ٣٥٤ ، الارتشاف ٢ / ٥٢٠ ـ ٥٢٢ ، شرح الشذور ٧٨ ، المغني ٦٧٢ ، وفي الهمع ٣ / ٢٣٠ ، وفي الخزانة ٦ / ٥٥٠.
(٢) في الأصل : اسم.