ويقال لهم في ادعاء حياته ، ما قيل للكيسانية والناووسية والواقفة ، ويعارضون بما ذكرناه ، ولا يجدون فصلاً ، فأما أصحاب جعفر فإنّ أمرهم مبني على إمامة محمد ، وإذا سقط قول هذا الفريق لعدم الدلالة على صحّته وقيامها على إمامة أبي محمد عليهالسلام ، فقد بان فساد ما ذهبوا إليه » (١).
يمكن تلخيص موقف الإمام العسكري عليهالسلام حيال تلك الشرذمة القليلة التي حاولت عبثاً التشكيك بإمامته ، بأمرين وهما :
بعث الإمام العسكري عليهالسلام عن طريق وكلائه المزيد من الرسائل والوصايا التوجيهية إلى شيعته ومواليه في مختلف ديار الإسلام ، وبعضها مفصلة نسبياً ، وهي تحمل في طياتها الدعوة إلى التمسك بمبادئ الاسلام والعمل بشريعته السامية ، والتعلّق بسبيل الحق المتمثل بولاية أهل البيت عليهمالسلام ، واعتقاد إمامته عليهالسلام (٢). وكان لتلك الرسائل دور فاعل في ازالة شكوك من كان يبحث عن الحجة والبرهان من المرتابين في إمامته عليهالسلام ، وحيثما التقوا بالحجة والبرهان في عمق بصيرتهم ، انفتحوا على نتائج الحقيقة ، فزال شكّهم ، والتحقوا بركب التشيع العريض الواسع.
عن أحمد بن إسحاق ، قال : « دخلت على مولانا أبي محمد الحسن بن علي
__________________
(١) الفصول المختارة / السيد المرتضي : ٣١٧ ، دار المفيد ـ ٤١٤ ه.
(٢) راجع : تحف العقول : ٢٥٨ وما بعدها ، المناقب لابن شهر آشوب ٤ : ٤٥٨ ـ ٤٥٩ بحار الأنوار ٧٨ : ٣٧٠ باب ٢٩.