وشهد له عليهالسلام بخلال الفضل ومعالي الأخلاق بعض المعاصرين له وغيرهم ، ومنهم وزير المعتمد عبيد الله بن يحيى بن خاقان ( ت ٢٦٣ ه ) الذي وصفه فيما تقدم بالفضل والعفاف والهدي والزهد والعبادة وجميل الأخلاق والصلاح والنبل.
وذكر ابن أبي الحديد عن أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ ( ت ٢٥٥ ه ) في تعداد صفاته وصفات آبائه المعصومين عليهمالسلام قوله : « من الذي يعدّ من قريش أو من غيرهم ما يعدّه الطالبيون عشرة في نسق ؛كل واحد منهم عالم زاهد ناسك شجاع جواد طاهر زاكٍ ؟ فمنهم خلفاء ، ومنهم مرشّحون : ابن ابن ابن ابن ، هكذا إلى عشرة ، وهم الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي عليهمالسلام ، وهذا لم يتّفق لبيتٍ من بيوت العرب ولا من بيوت العجم » (١).
وذلك لأنهم غرس النبي صلىاللهعليهوآله وفرعه النامي ، ومنه استوحوا رساليته وروحانيته وأخلاقيته ، وتجسدت فيهم شخصيته ، فكانوا اختصاراً لجميع عناصر الأخلاقية والروحية والانسانية ، وصاروا رمزاً للفضيلة والمروءة وقدوةً صالحة للانسانية.
قال قطب الدين الراوندي : « أما الحسن بن علي العسكري عليهالسلام ، فقد كانت خلائقه كأخلاق رسول الله صلىاللهعليهوآله ... وكان جليلاً نبيلاً فاضلاً كريماً ، يحتمل الأثقال ولا يتضعضع للنوائب ... أخلاقة على طريقة واحدة ، خارقة
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ١٥ : ٢٧٨.