للعادة » (١).
وفيما يلي نذكر ما يسمح به المقام من مناقبة الفذّة وخصاله الفريدة :
كان الإمام العسكري عليهالسلام أعلم أهل زمانه ، وقد بدت عليه مظاهر العلم والمعرفة منذ حداثة سنه ، فقد روى المؤرخون « أنه رآه بهلول (٢) وهو صبي يبكي والصبيان يلعبون ، فظنّ أنه يتحسّر على ما في أيديهم ، فقال : اشتري لك ما تلعب به ؟ فقال : ما للعب خُلِقنا. فقال له : فلماذا خلقنا ؟ قال : للعلم والعبادة. فقال له : من أين لك هذا ؟ قال : من قوله تعالى : ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ ) (٣) ثمّ وعظه بأبيات من الشعر حتى خرّ مغشياً عليه » (٤).
وشهد للإمام عليهالسلام برجاحة العلم طبيب البلاط بختيشوع ، وكان ألمع شخصية في علم الطبّ في عصره ، فقد احتاج الإمام عليهالسلام إلى طبيب فأرسل اليه
__________________
(١) الخرائج والجرائح ٢ : ٩٠١.
(٢) لعلّ المراد به بهلول بن إسحاق بن بهلول ( ٢٠٤ ـ ٢٩٨ ه ) أو أخوه المعروف بابن بهلول ، وهو أحمد بن إسحاق بن بهلول ( ٢٣١ ـ ٣١٨ ه ) وكلاهما من العلماء المعاصرين له. عليهالسلام راجع : سير أعلام النبلاء ١٣ : ٥٣٥ / ٢٦٨ و ١٤ : ٤٩٧ / ٢٨١ ، أعلام الزركلي ١ : ٩٥.
(٣) سورة المؤمنون : ٢٣ / ١١٥.
(٤) راجع : إحقاق الحق ١٢ : ٤٧٣ و ١٩ : ٦٢٠ و ٢٩ : ٦٥ عن عدة مصادر منها : الصواعق المحرقة لابن حجر ، ونور الأبصار للشبلنجي ، ووسيلة المآل للحضرمي ، وروض الرياحين لعفيف الدين اليافعي وغيرها.