بختيشوع بعض تلامذته وأوصاه قائلاً : « طلب مني ابن الرضا من يفصده ، فصر إليه ، وهو أعلم في يومنا هذا بمن هو تحت السماء ، فاحذر أن لا تعترض عليه فيما يأمرك به » (١).
واستطاع الإمام عليهالسلام بعلمه الذي لا يجارى وفكره الثاقب ونظره الصائب أن يكشف الحقائق ويظهر الدقائق ، ومن ذلك أن السلطة أخرجته من السجن بعد أن شكّ الناس في دينهم وصبوا إلى دين النصرانية ، لأن أحد الرهبان كان يستسقي فيهطل المطر ، بينما يستسقي المسلمون فلم يسقوا ، فكشف الإمام عليهالسلام عن حيلة الراهب الذي كان يُخفي عظماً لأحد الأنبياء عليهمالسلام بين أصابعه ، فأزال الشك عن قلوب الناس وهدأت الفتنة (٢).
قال الحرّ العاملي في ارجوزته :
وفي حديث الراهب النصراني |
|
معجـزة من أوضح البرهانِ |
إذ كان في الحبس فصار جدب |
|
وكان سؤال المسلمين الخصب |
فخرجوا يدعون للاستسقا |
|
ثلاثة والأرض ليس تسقي |
فخرج الراهـب والنصاري |
|
يستمطرون الصيّب المـدرارا |
فجـاءهم غيثٌ غزيـر هاطل |
|
وكلّمـا دعوا أجاب الوابل |
فافتتن النـاس وراموا الـردّة |
|
لـمّا رأوا مـن فرجٍ وشـدّة |
فطلـبوا الإمام حتى خرجا |
|
ثمّ دعـا الله فنـال الفرجا |
وعندمـا أراد يدعـو الراهب |
|
وقرب الغيث وفاز الطالب |
__________________
(١) الخرائج والجرائح ١ : ٤٢٢ / ٣ ، بحار الأنوار ٥٠ : ٢٦٠ / ٢١.
(٢) راجع تخريجات الحادثة في آخر الفصل الثاني.