اسدىٰ منه ». وقال الشيخ الطوسي : « كان عليهالسلام مع إمامته من أكرم الناس وأجودهم » (١).
وكان عليهالسلام يحثّ أصحابه على المعروف ، فقد روى أبو هاشم الجعفري عنه عليهالسلام أنه قال : « إن في الجنّة باباً يقال له المعروف ، لا يدخله إلا أهل المعروف ، قال : فحمدت الله تعالى في نفسي وفرحت بما أتكلّف به من حوائج الناس ، فنظر إليّ أبو محمد عليهالسلام فقال : نعم فَدُم على ما أنت عليه ، فإن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة ، جعلك الله منهم يا أبا هاشم ورحمك » (٢).
وسجل الإمام العسكري عليهالسلام دوراً بارزاً في الانفاق والبذل في سبيل الله وإعانة المعوزين والضعفاء من أبناء المجتمع الاسلامي آنذاك ، رغم حالة الحصار والتضييق الذي مارسته السلطة ضدّه ، وكان مصدر تلك العطاءات والمساعدات الأموال والحقوق الشرعية التي تجلب إليه أو إلى وكلائه من مختلف بقاع الاسلام التى تحتوي على قواعد شعبية تدين بإمامته ، وكان يسدّ بها حاجة ذوي الفاقة على قدر ما يزيل عنهم حالة العوز دون إسراف في العطاء والبذل ، فهو عليهالسلام يقول : « إن للسخاء مقداراً ، فإن زاد عليه فهو سرف » (٣).
ومن جملة عطاءاته التي سجلتها كتب الحديث ، أنه أعطى علي بن إبراهيم ابن موسى بن جعفر مائتي درهم للكسوة ، ومائتي درهم للدَّين ، ومائة درهم
__________________
(١) الغيبة / الشيخ الطوسي : ٢١٧.
(٢) المناقب / لابن شهر آشوب ٤ : ٤٦٤ ، الفصول المهمة ٢ : ١٠٨٢.
(٣) بحار الأنوار ٧٨ : ٣٧٧ / ٣.