العسكري عليهالسلام ) (١) ، ومحمد بن علي بن عيسىٰ القمي ، وله ( مسائل لأبي محمد العسكري عليهالسلام ) (٢) وغيرهم.
وصفوة القول إن الإمام العسكري عليهالسلام استطاع من خلال التخطيط للارتباط به عن طريق الوكلاء ، أن يمهّد لنفس الأسلوب الذي اعتمده ولده الإمام المهدي عليهالسلام خلال غيبته الصغري ( ٢٦٠ ـ ٣٢٩ ه ) وبذلك اعتاد الشيعة هذا الأمر وتقبّلوه بشكل تدريجي يزيح معه كلّ عوامل الارتياب والشكّ ، وهكذا كانت غيبة الإمام الصغرى أيضاً تمهيداً للغيبة الكبرى التي أمر الإمام عليهالسلام شيعته بالرجوع إلى رواة حديثهم واتّباع الفقهاء العدول من أتباع مدرستهم.
وهذا الأمر يتطلب المزيد من الحذر والحزم والموازنة بين نقيضين ؛ الأول يتطلب عرض الإمام المهدي عليهالسلام على أصحابه للتأكد من ولادته والإشهاد عليها وإثبات النص عليه ، والثاني يتطلب إخفاء ولادته والتكتم على شخصه خشية من السلطة التي كانت مستعدة لبذل مختلف وسائل الاغراء والتهديد في سبيل القبض عليه.
وقد استطاع الإمام العسكري عليهالسلام الموازنة بين الأمرين متحرياً الحيطة والدقة ، متبعاً أقصى درجات السرية والكتمان ، حيث حدثت الولادة المباركة في النصف من شعبان سنة ٢٥٥ ه ، وجهد الإمام العسكري عليهالسلام خلال السنوات
__________________
(١) رجال النجاشي : ٣٤٧ / ٩٣٧.
(٢) رجال النجاشي : ٣٧١ / ١٠١٠.