لم نظهر عليه إلا الأقرب لقرابته والولي لولايته ... » (١).
وجاء في حديث آخر : « يا أحمد بن إسحاق ، لولا كرامتك على الله عزوجل وعلى حججه ، ما عرضت عليك ابني هذا إنّه سمي رسول الله صلىاللهعليهوآله وكنيّه الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ».
إلى أن قال : « يا أحمد بن إسحاق هذا أمر من أمرالله ، وسرّ من سرّ الله ، وغيب من غيب الله ، فخذ ما آتيتك واكتمه ، وكن من الشاكرين تكن معنا في علّيين » (٢).
ويمكن القول إن اُسلوب الاحتجاب الذي اعتمده الإمام عليهالسلام ساعد كثيراً على إخفاء الولادة المباركة ، فضلاً عن انشغال الدولة آنذاك بحوادث كبرى اشرنا إليها في الفصل الأول ، كان على رأسها ثورة صاحب الزنج وحركات يعقوب بن الليث الصفار وبعض الخوارج الشراة وغيرهم ، مما شغل الدولة عن الالتفات إلى الولادة ، وفوق ذلك كلّه القدرة على الاستتار عن الانظار التي حباها الله لوليه الحجة بن الحسن عليهالسلام ، فكان مثله في هذه الأمة مثل الخضر عليهالسلام ومثل ذي القرنين ، كما جاء في كثير من الروايات التي تحدثت عن صفة القائم المهدي عليهالسلام. كلّ ذلك جعل السلطة تسقط اسم الحجة عليهالسلام من حسابها القانوني على الأقل ، كما ورد على لسان أوثق أصحاب الإمام عليهالسلام ، وهو أبو عمرو عثمان
__________________
(١) إكمال الدين : ٤٣٣ / ١٦ باب ٤٢ ماروي في ميلاد القائم صاحب الزمان حجة الله بن الحسن عليهالسلام ...
(٢) إكمال الدين : ٣٨٤ / ١ باب ٣٨ ما روي عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليهالسلام من وقوع الغيبة بابنه القائم عليهالسلام ...