ابن سعيد العمري حينما سأله عبد الله بن جعفر الحميري عن اسم الإمام عليهالسلام فقال : « إياك أن تبحث عن هذا ، فانّ عند القوم أن هذا النسل قد انقطع » (١).
وفي حديث آخر عنه أيضاً قال الحميري : « قلت : فالاسم ؟ قال العمري : محرم عليكم أن تسألوا عن ذلك ، ولا أقول هذا من عندي ، فليس لي أن أحلّل ولا اُحرّم ، ولكن عنه عليهالسلام ، فإنّ الأمر عند السطان أنّ أبا محمد عليهالسلام مضى ولم يخلف ولداً ، وقسّم ميراثه ، وأخذه من لا حق له فيه ، وهو ذا عياله يجولون ليس أحدٌ يجسر أن يتعرّف إليهم أو ينيلهم شيئاً ، وإذا وقع الاسم وقع الطلب ، فاتقوا الله وأمسكوا عن ذلك » (٢).
وتحريم السؤال عن الاسم الوارد في هذا الحديث هو من أساليب الكتمان التي انتهجها الإمام العسكري عليهالسلام لإخفاء ولده ، لأنّ الإسم يدلّ على المسمىّ ، فإذا أشير إلى المسمّى وقع الطلب عليه ، ولعلّ التحريم كان للتقية ويقتصر على تلك الفترة التي اشتد الطلب بها على الإمام الثاني عشر عليهالسلام وكثر السؤال عنه ، كما ذكر بعض الأعلام (٣) ،
__________________
(١) إكمال الدين : ٤٤٢ / ١٤ باب ٤٣ ذكر من شاهد القائم عليهالسلام ورآه وكلّمه.
(٢) أصول الكافي ١ : ٣٣٠ / ١ باب في تسمية من رآه.
(٣) وقد تعارضت الأخبار في هذه المسألة بين مانع ومجوز للتسمية ، وتعارف عند الشيعة ذكره عليهالسلام بالقابه كالحجة والقائم والخلف وصاحب الدار والناحية والغلام والغريم وغيرها. وللسيد محسن الأمين رأي يجمع بين الأخبار خلاصته أن التصريح بالاسم مكروه مطلقاً ، والتسمية تصريحاً وكناية محرمة في زمان الخوف. راجع : المجالس السنية / السيد محسن الأمين ٥ : ٦٧٨ ـ دار التعارف ـ بيروت ، في رحاب أئمة أهل البيت عليهمالسلام / السيد محسن الأمين ـ القسم الخامس : ٥ ـ ٦ ـ دار التعارف ـ بيروت.