عليه ، بالقدر الذي تقوم به الحجة على الناس مع الضمان الكامل لنجاته من تطلّب الجهاز الحاكم ، وفيما يلي نقتصر على ذكر الأشخاص الذين حمّلهم الإمام العسكري عليهالسلام مسؤولية حفظ النص على ولده بالإمامة ، أو اُولئك الذين أثبت عليهم الحجة قولاً وعملاً بعرض ولده المهدي عليهالسلام عليهم ، دون أن نذكر الأحاديث بلفظها كي لا يطول المقام.
لابدّ من الاشارة أولاً إلى أن النص على ظهور الإمام المهدي عليهالسلام في آخر الزمان جاء في تراث المسلمين متواتراً عن النبي صلىاللهعليهوآله وقد أثبته مؤلفو الصحاح والمسانيد (١) ، كما روى النص على الإمام المهدي عليهالسلام وكونه ابن الحسن العسكري عليهالسلام وأنه الثاني عشر من أئمة أهل البيت المعصومين ، جملة أصحاب الأئمة عليهمالسلام جيلاً بعد جيل حتى أصبح الاعتقاد بالغيبة من ضروريات مذهب التشيع ، فكان كلّ واحد من الأئمة المعصومين عليهمالسلام يؤدّي دوره الكافي في هذا الإطار ، لتوعية الناس وارشادهم إلى هذه العقيدة الكبرى ، كما صرحوا بصفات الإمام الغائب قبل ولادته ، فأخبروا عن كونه ابن سيدة الإماء ، وأنه خفي الولادة معروف النسب ، وأن الناس لا يرون شخصه ولا يحلّ لهم ذكره باسمه ، وأخبروا عن غيبته قبل وقوعها ، وأن له غيبتين إحداهما أطول من الأخرى ، وأنه الإمام المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره ، فيملأ الأرض قسطاً
__________________
(١) راجع : المهدي المنتظر عليهالسلام في الفكر الإسلامي / السيد ثامر العميدي ـ الإصدار الأول من اصدارات مركز الرسالة.