فتهلكوا » (١).
وحذّر الإمام العسكري عليهالسلام في أكثر من مناسبة أصحابه من أن تميل بهم الأهواء أو تعصف بقلوبهم الفتن لطول الغيبة وشدّة الريبة ، وأكد على ضرورة التمسك بالإمام من بعده وطاعته ، كما ورد في حديث موسى بن جعفر بن وهب البغدادي ، قال : « سمعت أبا محمد الحسن بن علي عليهالسلام يقول : كأني بكم وقد اختلفتم بعدي في الخلف منّي ، أما إن المقرّ بالأئمة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله المنكر لولدي ، كمن أقرّ بجميع أنبياء الله ورسله ثمّ أنكر نبوة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، والمنكر لرسول الله صلىاللهعليهوآله كمن أنكر جميع أنبياء الله ؛ لأن طاعة آخرنا كطاعة أولنا ، والمنكر لآخرنا كالمنكر لأولنا ، أما إنّ لولدي غيبة يرتاب فيها الناس إلا من عصمه الله عزوجل » (٢).
ورغم هذا فقد اختلف ذوي الريب بعد شهادة الإمام العسكري عليهالسلام كما ورد في أول الحديث ، ولم يثبت على الحقّ إلا ثلّة مؤيدة برحمة الله ولطفه وعنايته ، كان لها الأثر في حفظ الدين وسلامة المنهج ، وتوقّع الإمام العسكري عليهالسلام ذلك حتى أنه حدد تاريخه بالضبط ، كما في حديث أبي غانم ، قال : « سمعت أبا محمد الحسن بن علي عليهالسلام يقول : في سنة مائتين وستين تفترق شيعتي. قال : ففيها قبض أبو محمد عليهالسلام وتفرقت الشيعة وأنصاره ، فمنهم من انتمى إلى جعفر ، ومنهم من تاه ، ومنهم من شكّ ، ومنهم من وقف على تحيّره ،
__________________
(١) إكمال الدين : ٤٣٥ / ٢ باب ٤٣ ذكر من شاهد القائم عليهالسلام ورآه وكلمه.
(٢) إكمال الدين : ٤٠٩ / ٨ باب ٣٨ ما روي عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليهالسلام من وقوع الغيبة بابنه القائم.