ومنهم من ثبت على دينه بتوفيق الله عزوجل » (١) فكان لتحذير الإمام عليهالسلام من الفرقة وتأكيده على التمسك بولاية الحجة عليهالسلام ، دور فاعل في حفظ الدين وسلامة العقيدة من الزيغ.
ج) التأكيد على الصبر وانتظار الفرج في أيام الغيبة لربط الأمة بقائدها المنتظر حتى يأذن الله بظهور دولته وانطلاق دعوته ، ومن ذلك ما كتبه الإمام العسكري عليهالسلام إلى أبي الحسن علي بن الحسين بن بابويه القمي « عليك بالصبر وانتظار الفرج ، قال النبي صلىاللهعليهوآله : أفضل أعمال اُمتي انتظار الفرج ، ولا تزال شيعتنا في حزن حتى يظهر ولدي الذي بشّر به النبي صلىاللهعليهوآله يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، فاصبر يا شيخي يا أبا الحسن عليّ ، وأمر جميع شيعتي بالصبر ، فإنّ الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ... » (٢).
هناك الكثير من الأخبار التي تدلّ على أن الإمام العسكري عليهالسلام كان يتابع بدقة ما يجري على الساحة الفكرية ، فيلاحق الأفكار المنحرفة والشبهات التي تطرح هنا وهناك في مواجهة الفكر الاسلامي الأصيل ، خصوصاً تلك التي تعمد إلى تهديم الاسس الاسلامية على المستوى العقائدي أو الفقهي ، فكان يواجهها بالحجة والاسلوب العلمى والجدل الموضوعي.
__________________
(١) إكمال الدين : ٤٠٨ / ٦ باب ٣٨ ما روي عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليهالسلام من وقوع الغيبة بابنه القائم.
(٢) المناقب / لابن شهر آشوب ٤ : ٤٥٩ ، بحار الأنوار ٥٠ : ٣١٧ / ١٤.