واحداً ويأخذ الرجل سهمين ؟ فقال : أبو محمد عليهالسلام : إنّ المرأة ليس عليها جهاد ولا نفقة ولا عليها معقلة ، إنّما ذلك على الرجال ، فقلت في نفسي : قد كان قيل لي : إنّ ابن أبي العوجاء سأل أبا عبد الله عليهالسلام عن هذه المسألة ، فأجابه بهذا الجواب ، فأقبل أبو محمد عليهالسلام عليّ. فقال : نعم ، هذه المسألة مسألة ابن أبي العوجاء ، والجواب منّا واحد إذا كان معنى المسألة واحداً ، جرى لآخرنا ما جرى لأوّلنا ، وأوّلنا وآخرنا في العلم سواء ، ولرسول الله صلىاللهعليهوآله وأمير المؤمنين عليهالسلام فضلهما » (١).
ج ـ لقد أثيرت مسألة خلق القرآن منذ زمان المأمون ، وانقسم العلماء فيها إلى قسمين ، فمنهم من قال بقدم كلام الله سبحانه ، ومنهم من قال بحدوثه ، مما أدّى إلى خلق فتنة ومحنة راح ضحيتها الكثير من الأعلام ، وكان جواب الأئمة عليهمالسلام المعاصرين لتلك المحنة واضحاً ، يقوم على أساس التفريق بين كلام الله تعالى وبين علمه ، فكلامه تعالى محدث وليس بقديم ، قال تعالى : ( مَا يَأْتِيهِم مِن ذِكْرٍ مِن رَبِّهِم مُحْدَثٍ ) (٢) ، وأما علمه فقديم قدم ذاته المقدسة ، وهو من الصفات التي هي عين ذاته.
ونرى بعض امتدادات هذه المسالة في زمان الإمام العسكري عليهالسلام ، فقد روي عن أبي هاشم الجعفري أنه قال : « فكّرت في نفسي ، فقلت : أشتهي أن أعلم ما يقول أبو محمد عليهالسلام في القرآن ؟ فبدأني وقال : الله خالق كلّ شيء ، وما
__________________
(١) الكافي ٧ : ٨٥ / ٢ ـ باب علة كيف صار للذكر سهمان وللانثىٰ سهم ، من كتاب المواريث.
(٢) سورة الأنبياء : ٢١ / ٢.