ووقف الإمام العسكري عليهالسلام بوجه بعض الوضّاعين والصوفية المتصنعين ، وعرّف أصحابه بسوء نواياهم ، وأمرهم بالبراءة منهم لئلا يفسدوا عقائدهم ، ومنهم عروة بن يحيى الدهقان الذي كان يكذب على الإمام عليهالسلام وعلى أبيه من قبله ، ويختلس الأموال التي ترد على الإمام عليهالسلام.
روى الكشي بالاسناد عن محمد بن موسى الهمداني ، قال : « إن عروة بن يحيى البغدادي المعروف بالدهقان ( لعنه الله ) كان يكذب على أبي الحسن علي بن محمد ابن الرضا عليهالسلام وعلى أبي محمد الحسن بن علي عليهالسلام بعده ، وكان يقتطع أمواله لنفسه دونه ، ويكذب عليه حتى لعنه أبو محمد عليهالسلام وأمر شيعته بلعنه ، ودعا عليه بقطع الأموال لعنه الله » (١).
وفي المناقب لابن شهر آشوب : « كان عروة الدهقان كذب على علي بن محمد ابن الرضا ، وعلى أبي محمد الحسن بن علي العسكري بعده ، ثمّ أنه أخذ بعض أمواله فلعنه أبو محمد عليهالسلام ، فما أمهل يومه ذلك وليلته حتى قبض إلى النار » (٢).
ومنهم أحمد بن هلال العبرتائي ، الذي عدّه الشيخ الطوسي من الوكلاء المذمومين (٣) ، وكان يتظاهر بالتدين والورع والزهد ، ويخفي الانحراف في العقيدة والعمل وسوء الطوية ، فأطلق عليه الإمام عليهالسلام لفظ ( الصوفي المتصنّع ) وكتب إلى أصحابه يحذرهم إياه ويبيّن سوء سيرته وفساد مذهبه في أكثر من توقيع.
قال الشيخ الطوسي : « روى محمد بن يعقوب ، قال : خرج إلى العمري في
__________________
(١) رجال الكشي ٢ : ٨٤٢ / ١٠٨٦.
(٢) المناقب ٤ : ٤٦٧.
(٣) راجع : الغيبة : ٣٥٣ / ٣١٣.