ابن واصل التميمي على الأهواز ثم على بلاد فارس (١) ، كما خضعت مرو لشركب الحمّار وقيل : الجمّال (٢) ، وقد حصل كلّ هذا في الفترة من سنة ٢٣٨ إلى سنة ٢٥٩ ه الأمر الذي يشير إلى تدهور السلطة في هذا العصر إلى حد بعيد.
ومن مظاهر التدهور السياسي الكبير في هذا العصر إهمال المتصدين لقيادة الدولة للثغور الاسلامية إهمالاً أدى بالنتيجة إلى تعرض أطراف الدولة إلى غزوات راح ضحيتها آلاف المسلمين ونهبت أموالهم وانتكهت أعراضهم وسبيت نساؤهم ، كما في غزو مصر من قبل الافرنج والسودان والروم مرات عديدة بما لا حاجة إلى تفصيلها (٣).
وتمثل تلك الأعمال مظهراً آخر من مظاهر عدم الاستقرار الأمني والسياسي للدولة ، وهي أعمال كثيرة في هذا العصر أدت إلى تفاقم الأوضاع وتدهورها.
فاليمامة مثلاً عات بها بنو نمير (٤) وأهل أرمينية قتلوا عاملهم وأعلنوا
__________________
(١) البداية والنهاية ١١ : ٢٤ و ٢٩.
(٢) تاريخ الطبري ٩ : ٥٠٢ ، الكامل في التاريخ ٦ : ٢٤٤ ، البداية والنهاية ١١ : ٣١.
(٣) راجع في ذلك : تاريخ الطبري ٩ : ٥٠٩ و ٥١١ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٨٨ ، والكامل في التاريخ ٦ : ١١٧ و ١٣١ و ٢٤٥ ، والبداية والنهاية ١٠ : ٣١٧ و ٣٢٤ و ٣٤٢ و ١١ : ٣١ ، وتاريخ الخلفاء / السيوطي : ٢٦٩ و ٢٨٣.
(٤) الكامل في التاريخ ٦ : ٩٠ ، البداية والنهاية ١٠ : ٣٠٨.