التضيحات الجسام (١).
وأما عن الحركات المتطرفة التي ظهرت في هذا العصر ، فتتمثل بحركة الزنج ( ٢٥٥ ـ ٢٧٠ ه ) التي كانت من أشد الحركات المتطرفة التي عصفت بالحكم العباسي ، فضلاً عن عدم مراعاة تلك الحركة لمثل الاسلام وقيمه العليا ، نظراً لما قامت به تلك الحركة من انتها كانت خطيرة بحيث حرقت فيها حتى دور العبادة كالمساجد والجوامع فضلاً عن القتل الذريع وسبي النساء وفعل كلّ قبيح.
وكان صاحب الزنج من الأدعياء الذين زعموا الانتساب إلى الذرية الطاهرة في حين اجمع العلماء على كذبه ودجله وأنه دعيّ لا غير (٢).
ويؤيد ذلك ما كتبه الإمام العسكري عليهالسلام إلى محمد بن صالح الخثعمي في خصوص فرية صاحب الزنج ، حيث بين عليهالسلام في كتابه كذب هذا المفترى ، إذ
__________________
(١) راجع أسماء الثائرين ( الثمانية عشر ) على بني العباس في تلك الفترة في تاريخ الطبري ٦ : ١٥٨ و ٢٠٤ و ٢٢٧ و ٢٣٨ و ٢٤٦ و ٣٣٦ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٩٧ و ٥٠٦ ، ومروج الذهب ٤ : ٤٠٦ ـ ٤١٠ ـ ٤٢٤ ـ ٤٢٨ ـ ٤٢٩ ، ومقاتل الطالبيين : ٣٩٧ و ٤٠٦ و ٤١٩ ـ ٤٢٤ و ٤٢٩ ـ ٤٣٢ و ٤٣٥ ، والفخري في الآداب السلطانية : ٢٤٠ ، والكامل في التاريخ ٦ : ١٠٧ و ١٥٦ ـ ١٥٨ و ١٦١ و ١٧٩ ـ ١٨١ و ١٩٢ و ٢١٣ و ٢٢٦ ـ ٢٢٧ و ٢٤٢ ، والبداية والنهاية ١٠ : ٣١٤ و ١١ : ٥ ـ ٦ و ٩ و ١٢ و ١٥ ـ ١٦ و ٢٤ و ٣٠.
(٢) راجع أخبار ثورة الزنج في : مروج الذهب / المسعودي ٤ : ٤٣٨ ، تاريخ الخلفاء / السيوطي : ٢٨٢ ، تاريخ اليعقوبي ٢ : ٥٠٧ ، الفخري في الآداب السلطانية : ٢٥٠ ، البداية والنهاية ١١ : ١٨ وما بعدها ، وأحداث سنة ٢٥٥ ـ ٢٧٠ في تاريخ الطبري والكامل وسائر التواريخ.