لهذا وذلك من أصحابه.
وكان عليهالسلام يتبع أقصى إجراءات الحذر والاحتراز في إيصال تلك التواقيع إلى أصحابه ومن بين تلك الاجراءات أنه كان يضع بعض كتبه في خشبة مدورة طويلة ملء الكف كأنّها ( رِجل باب ) ليرسلها إلى العمري (١).
وكان أصحابه أيضاً يدققون في خطّه ويأخذون منه نسخةً لكي لا يقعوا في محذور التزوير ، قال أحمد بن إسحاق : « دخلت إلى أبي محمد عليهالسلام فسألته أن يكتب لأنظر إلى خطّه فأعرفه إذا ورد ، فقال : نعم. ثمّ قال : يا أحمد ، إن الخط سيختلف عليك ما بين القلم الغليظ والقلم الدقيق فلا تشكّن ، ثم دعا بالدواة » (٢).
وكان الوكلاء والقيّمون يحتاطون كثيراً في أيصال المال إلى الإمام عليهالسلام وفي حمل مكاتباته وتواقيعه ، فتجد أوثق وكلائه وأعظمهم شأناً عثمان بن سعيد العمري السمان ، يتجر بالسمن تغطيةً على هذا الأمر يعني على نشاطه في مصلحة الأئمة عليهالسلام ـ وكان الشيعة إذا حملوا إلى أبي محمد عليهالسلام ما يجب عليهم حمله من الأموال أنفذوا إلى أبي عمرو ، فيجعله في جراب السمن وزقاقه ، ويحمله إلى أبي محمد عليهالسلام تقيةً وخوفاً (٣).
إن المتتبع لدراسة حياة الإمامين العسكريين عليهماالسلام يرىٰ أن المكاتيب
__________________
(١) راجع الرواية في مناقب ابن شهر آشوب ٤ : ٤٦٠.
(٢) المناقب لابن شهر آشوب ٤ : ٤٦٦ ، بحار الأنوار ٥٠ : ٢٨٦.
(٣) الغيبة الطوسي : ٣٥٤ / ٣١٤.