أرضك ، وظهروا في بلادك ، واتخذوا أهل دينك خولاً ، واستأثروا بفيء المسلمين ، ومنعوا ذوي الحقوق حقوقهم التي جعلتها لهم ، وصرفوها في الملاهي والمعازف ، واستصغروا آلاءك ، وكذّبوا أولياءك ، وتسلطوا بجبريّتهم ليعزّوا من أذللت ، ويذلّوا من أعززت ، واحتجبوا عمّن يسألهم حاجة ، أو من ينتجع منهم فائدة ... » (١).
وفي هذا الدعاء يشير الإمام العسكري عليهالسلام إلى مظاهر الفوضى والفساد والظلم التي طبعت الحياة السياسية آنذاك ، فذكر استئثار رجالات السلطة بفيء المسلمين ، ومنعهم ذوي الحقوق حقوقهم التي جعلها الله لهم ، وتبديدها في أسباب اللهو على حساب فقر الفقراء والمصالح التي تفوت بذلك.
ومن دعاء طويل له عليهالسلام على موسى بن بغا الذي شكاه أهل قم لجوره وظلمه ، قال عليهالسلام : « اللّهم وقد شملنا زيغ الفتن ، واستولت علينا غشوة الحيرة ، وقارعنا الذل والصغار ، وحكم علينا غير المأمونين في دينك ، وابتزّ اُمورنا معادن الاُبنَ (٢) ممّن عطّل حكمك ، وسعى في اتلاف عبادك ، وإفساد بلادك.
اللّهم وقد عاد فيئنا دولة بعد القسمة ، وإمارتنا غلبة بعد المشورة ، وعدنا ميراثاً بعد الاختيار للاُمّة ، فاشتريت الملاهي والمعازف بسمهم اليتيم
__________________
(١) بحار الأنوار / المجلسي ١٠٢ : ٢٣٨ / ٥ عن الكتاب العتيق للغروي ـ المكتبة الاسلامية.
(٢) الاُبَن : جمع ابنة ، الحقد والعداوة والعيب.