الشاعر (١) ، وغيرهم.
حيث كان عليهالسلام يمارس دوره كقائد لمواليه وأصحابه وراعٍ لمصالحهم ومدافع عن قضاياهم في حدود فسحة ضيقة محكومة بالرقابة والضغط ، وعلى هذا الصعيد كان عليهالسلام يحذرهم الأخطار والفتن المحدقة بهم ، ومن الوقوع في أحابيل السلطة ، ويساعدهم في إخفاء نشاطهم بحسب الإمكان ، ويهيء الجماعة الصالحة لغيبة ولده الحجة عليهالسلام الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً.
وفي هذا الاتجاه أوصى أصحابه ان يكونوا على اُهبة من فتنةٍ تظلهم عند موت المعتز (٢).
وحذرهم من الإذاعة وطلب الرئاسة مشدّداً على التقوى وأداء الأمانة ، فقد جاء في الرسالة له عليهالسلام إلى بعض بني أسباط : « إياك والاذاعة وطلب الرئاسة ، فإنّهما يدعوان إلى الهلكة ... واقرأ من تثق به من مواليّ السلام ، ومُرهم بتقوى الله العظيم وأداء الأمانة وأعلمهم أن المذيع علينا حرب لنا » (٣).
وأكد على الكتمان والحيطة حتى أنه عليهالسلام قال لأحد أصحابه : « إذا سمعت
__________________
(١) راجع : أصول الكافي ١ : ٥٠٦ / ٣ و ٥٠٧ / ١٠ ـ باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهالسلام ـ من كتاب الحجة ، بحار الأنوار ٥٠ : ٢٩٤ / ٦٩.
(٢) كشف الغمة ٣ : ٢٩٥ ، بحار الأنوار ٥٠ : ٢٩٨ / ٧٢.
(٣) كشف الغمة ٣ : ٢٩٣ ، بحار الأنوار ٥٠ : ٢٩٦ ـ ٢٩٧.