المتقدمين الذين عاصروا الإمام العسكري عليهالسلام منذ ولادته إلى أن تسنّم الإمامة ( ٢٣٢ ـ ٢٥٤ ه ) ومع كون هذه المدة تقع ضمن فترة إمامة أبيه عليهالسلام لكن الإمام العسكري عليهالسلام واكب أحداثها وعانى من آثارها وعاش شتى الصعوبات والظروف القاسية التي واجهت أباه من قبل ؛ منذ استدعائه من المدينة إلى سامراء حتى وفاته مروراً بالحصار والاقامة والاعتقال محاولات الاغتيال.
على أنه لم ينقل لنا التاريخ تفاصيل العلاقة بين الإمام عليهالسلام وبين كلّ واحد من خلفاء عصره ، عدا أخبار اعتقاله وتنبؤاته بموت بعضهم أو قتله ، وموقف الخلفاء من الشيعة بشكل عام والطالبيين بشكل خاص الذين طالهم السجن والتشريد والقتل صبراً على يد أجهزة السلطة.
وهو جعفر بن المعتصم بن الرشيد ، بويع بعده وفاة أخيه الواثق في ذي الحجة سنة ٢٣٢ ه ، وكان عمر الإمام العسكري عليهالسلام نحو ثمانية أشهر ونصف ، إذ ولد عليهالسلام في الثامن من ربيع الآخر سنة ٢٣٢.
إن السمة الغالبة على المتوكل هي النصب والتجاهر بالعداء لآل البيت عليهمالسلام والحقد السافر عليهم وعلى من يمتّ لهم بصلة نسب أو ولاء ، وقد أجمع على هذا الأمر غالبية المؤرخين حتى : أولئك اعتبروه ناصراً للسنّة وشبّهوه بالصديق وعمر بن عبد العزيز.
قال السيوطي : « كان المتوكل معروفاً بالتعصب » (١).
__________________
(١) تاريخ الخلفاء : ٢٦٨. والظاهر أن أصل عبارة السيوطي ( بالنصب ).