روي أنّ أبا السمط مروان بن أبي الجنوب ، قال : « أنشدت المتوكل شعراً ذكرت فيه الرافضة ، فعقد لي على البحرين واليمامة ، وخلع عليّ أربع خلع ، وخلع عليّ المنتصر ، وأمر لي المتوكل بثلاثة آلاف دينار ، فنثرت عليّ ، وأمر ابنه المنتصر وسعد الايتاخي أن يلتقطاها لي ففعلا ، والشعر الذي قلته :
يرجوا التراث بنو البنا |
|
ت وما لهم فيها قُلامه |
والصهر ليس بـوارثٍ |
|
والبنت لا ترث الامامه |
ما للذين تنحلّوا |
|
ميراثكـم إلا النـدامه |
ليـس التراث لغيركـم |
|
لا والالـه ولا كرامه |
قال : ثمّ نثر عليّ بعد ذلك لشعرٍ قلته في هذا المعنى عشرة آلاف درهم » (١).
ومن هنا كان زمان المتوكل إيذاناً ببدء عهد الظلم والتعسّف على أهل البيت عليهمالسلام وشيعتهم ؛ لأن المتوكل أمعن في التنكيل بهم وأسرف في القتل والحبس والحصار والتشريد وصنوف الأذي والعنت ، وفيما يلي نذكر بعض اجراءاته في هذا الإتجاه :
كان المتوكل حريصاً على محاصرة الإمام الهادي عليهالسلام ووضعه تحت الرقابة وعزله عن الجمهور المسلم الذي كان ينتفع به ويعظّمه وعن شيعته ومواليه في المدينة ، لهذا كتب باشخاصه مع أهل بيته ومواليه ، من مدينة جده صلىاللهعليهوآله يثرب إلى عاصمة الملك العباسي آنذاك سامراء.
__________________
(١) تاريخ الطبري ٩ : ٢٣٠ ، الكامل في التاريخ ٦ : ١٤٠.