المتوكل باجابة الإمام عليهالسلام بكتاب دعاه فيه إلى حضور العسكر على جميل الفعل والقول (١). ثم أورد نسخة الكتاب.
وكان جواب المتوكل الذي استدعى بموجبه الإمام عليهالسلام إلى سامراء هادئاً ليناً ، تظاهر فيه بتعظيم الإمام عليهالسلام وإكرامه ، ووعده فيه باللطف والبرّ ، وذكر فيه براءته مما نسب إليه واتهم به من التحرك ضد الدولة ، وانه أمر بعزل الوالي الذي سعى به ـ وهو عبد الله بن محمد ـ عن منصبه وولّى محلّه محمد بن الفضل ، وادّعى في آخر الكتاب أنّه مشتاق إلى الإمام عليهالسلام ، ثم أفضى إلى بيت القصيد وهو أن يشخص الإمام عليهالسلام إلى سامراء مع من اختار من أهل بيته ومواليه ، وأن يرافقه يحيى بن هرثمة الذي أرسله لأداء هذه المهمة على رأس الجند.
ولا يعدو كتاب المتوكل كونه مناورة حاول الالتفاف من خلالها على الإمام عليهالسلام واحتواء نشاطه ، أو قل هو صيغة دبلوماسية من قبيل ذرّ الرماد في العيون ، إذ لم يكن المتوكل صادقاً فيما وعد ، فحينما دخل يحيى بن هرثمة المدينة فتّش دار الإمام عليهالسلام حتى ضجّ أهل المدينة ، ولما وصل ركب الإمام عليهالسلام إلى سامراء احتجب عنه المتوكل في اليوم الأول ، ونزل الإمام عليهالسلام الإمام في خان الصعاليك ، وأمر بتفتيش داره في سامراء مرات عديدة ، ولم يمض مزيد من الوقت حتى عزل محمد بن الفضل وولى مكانه محمد بن الفرج الرخّجي المعروف بعدائه السافر لآل البيت عليهمالسلام (٢).
__________________
(١) الإرشاد ٢ : ٣٠٩ ، وراجع نسخة كتاب المتوكل أيضاً في أصول الكافي ١ : ٥٠١ / ٧ ، والفصول المهمة ٢ : ١٠٦٩.
(٢) قال ابن كثير : كان المتوكل لا يولي أحداً إلا بعد مشورة الإمام أحمد ، البداية