وطالمـا عمّروا دوراً لتـحصنهم |
|
|
|
ففارقوا الـدور والأهلين وانتقلوا |
|
وطالما كنزوا الأموال وادّخروا |
|
|
|
فخلّفوها على الأعداء وارتحـلوا |
|
أضحـت منازلـهم قفراً معطّلـة |
|
|
|
وساكنوها إلى الأجداث قد نزلـوا |
|
قال : فأشفق كلّ من حضر على عليّ ، وظن أن بادرة تبدر منه إليه ، قال : والله لقد بكى المتوكل بكاءً طويلاً حتى بلّت دموعه لحيته ، وبكي من حضره ، ثمّ أمر برفع الشراب ، ثم قال له : يا أبا الحسن ، أعليك دين ؟ قال : نعم ، أربعة آلاف دينار ، فأمر بدفعها إليه وردهّ إلى منزله من ساعته مكرماً » (١).
والاجراء التعسفي الآخر الذي أقدم عليه المتوكل ، فسوّد به وجه التاريخ الانساني ، هو أنه أمر في سنة ٢٣٦ ه بهدم قبر الإمام السبط الشهيد الحسين عليهالسلام ، وقد بعث رجلاً من أصحابه يقال له الديزج ، وكان يهودياً فأسلم ، إلى قبر الحسين عليهالسلام ، وأمره بكرب القبر ومحوه وإخراب كلّ ما حوله ، فمضى لذلك وخرّب ما حوله ، وهدم البناء ، وكرب ما حوله نحو مائتي جريب ،
__________________
(١) مروج الذهب ٤ : ٣٦٧ ـ ٣٦٨ ، وراجع أيضاً : تذكرة الخواص / سبط ابن الجوزي ٣٢٢ ـ مؤسسة أهل البيت ـ بيروت ـ ١٤٠١ ه ، البداية والنهاية ١١ : ١٥ ، وفيات الأعيان / لابن خلكان ٣ : ٢٧٢ ـ منشورات الرضي ـ قم ، الأئمة الاثنا عشر عليهمالسلام لابن طولون : ١٠٧ ـ منشورات الرضي ـ قم.