وعن ابن الأثير : « أن عبادة المخنّث الذي كان يرقص بين يدي المتوكل والمغنون يغنون : قد أقبل الأصلع البطين ... يحكي بذلك علياً عليهالسلام ، قد فعل ذلك يوماً والمنتصر حاضر ، فأومأ إلى عبادة يتهدده فسكت خوفاً منه. فقال المتوكل : ما حالك ؟ فقام وأخبره. فقال المنتصر : يا أمير المؤمنين ، إن الذي يحكيه هذا الكلب ويضحك منه الناس هو ابن عمك وشيخ أهل بيتك وبه فخرك ، فكُل أنت لحمه إذا شئت ، ولا تطعم هذا الكلب وأمثاله منه ـ وتلك كلمة حق أمام سلطان جائر ... لكن المتوكل تمادي في طغيانه ـ فقال للمغنين : غنوا جميعاً :
غار الفتى لابن عمه |
|
رأس الفتى في حِرّ أمّه |
قال ابن الأثير : فكان هذا من الأسباب التي استحلّ بها المنتصر قتل المتوكل » (١).
وجاء في رواية ابن الأثير : « أن المتوكل شرب في الليلة التي قتل فيها أربعة عشر رطلاً ، وهومستمر في لهوه وسروره إلى الليل بين الندماء والمغنين والجواري » (٢).
وانتهت بمقتل المتوكل صفحة سوادء من تاريخ الظلم والجور ، وكان قتله خزياً في الدنيا ( وَلَعَذَابُ الآخرة أَشَقُّ وَمَا لَهُم مِنَ اللهِ مِن وَاقٍ ) (٣).
__________________
(١) الكامل في التاريخ ٦ : ١٠٩.
(٢) الكامل في التاريخ ٦ : ١٣٦ ـ ١٤١ ، تاريخ الخلفاء / السيوطي : ٢٧١ ، البداية والنهاية ١٠ : ٣٤٩.
(٣) سورة الرعد ١٣ / ٣٤.