منهم : المسعودي ، وسبط ابن الجوزي ، والشبلنجي ، وابن الصباغ المالكي ، والشيخ أبو جعفر الطبري (١) ، وصرح الشيخ الكفعمي بأن الذي سمّه هو المعتز (٢) ، ونقل عن ابن بابوية أنّ الذي سمه هو المعتمد العباسي (٣) ، فإمّا أن يكون مصحفاً ، أو أن المعتمد هو الذي دسّ السمّ بايعازٍ من المعتز ، لأن المعتمد بويع بالملك في النصف من رجب سنة ٢٥٦ ه بعد قتل المهتدي.
وليس بعيداً عن مثل المعتز اقتراف مثل هذه الجريمة النكراء ، لأنه كان شاباً متهوّراً لم يتحرج عن القتل ، ففي سنة ٢٥٢ ه خلع أخاه المؤيد من ولاية العهد وعذّبه بضربه أربعين مقرعة ثم حبسه ودبّر قتله في السجن بعد ذلك بخمسة عشر يوماً ، كما حبس أخاه أبا أحمد بن المتوكل سنة ٢٥٣ ه ونفاه إلى واسط ثم إلى البصرة ثم ردّه إلى بغداد (٤) ، ومرّ بك أنه أمر سعيد الحاجب بقتل ابن عمه المستعين فقتله وأتاه برأسه. فهكذا كانت أفعاله مع إخوته وأبناء عمومته ، أما مع الطالبيين ، فكانت أشد وأقسى ، وقد قدّمنا نماذج منها.
كانت سيرة المعتز مع الإمام العسكري عليهالسلام كسيرة أسلافه من ملوك بني العباس مع أهل البيت عليهمالسلام ، ومما يلحظ على تلك السيرة أن المعتز قد وضع
__________________
(١) مروج الذهب ٤ : ٤٢٣ ، تذكرة الخواص : ٣٢٤ ، نور الأبصار / الشبلنجي : ٣٣٧ ـ دار الجيل ـ بيروت ، الفصول المهمة ٢ / ١٠٧٦ ، دلائل الإمامة : ٤٠٩.
(٢) بحار الأنوار ٥٠ : ١١٧ عن مصباح الكفعمي.
(٣) المناقب لابن شهر آشوب ٤ : ٤٣٣ ، عن ابن باوية.
(٤) الكامل في التاريخ ٦ : ١٨٥ و ١٩٢ ، تاريخ الخلفاء / للسيوطي : ٢٧٩ ، البداية والنهاية ١١ : ١١ و ١٢.