العمري وفلان وفلان ، إذ ورد علينا أبو محمد الحسن عليهالسلام وأخوه جعفر ، فخففنا له ، وكان المتولي لحبسه صالح بن وصيف ، وكان معنا في الحبس رجل جمحي يقول إنّه علوي ، قال : فالتفت أبو محمد عليهالسلام وقال : لولا أن فيكم من ليس منكم لأعلمتكم متى يفرّج عنكم ، وأومأ إلى الجمحي أن يخرج فخرج.
فقال أبو محمد عليهالسلام : هذا الرجل ليس منكم فاحذروه ، فإنّ في ثيابه قصّة قد كتبها إلى السلطان يخبره بما تقولون فيه ، فقام بعضهم ففتش ثيابه ، فوجد فيها القصة ، يذكرنا فيها بكلّ عظيمة ، ويعلمه أنا نريد أن ننقب الحبس ونهرب ... » (١).
وحاول المعتز الفتك بالإمام عليهالسلام على يد سعيد بن صالح الحاجب الذي قتل المستعين بعد أن حمله إلى سامراء فتناهت أنباء تلك المحاولة إلى أسماع الشيعة ، فكتب بعضهم إلى الإمام عليهالسلام يتساءل عن ذلك ، فطمأنه بالمصير الذي ينتظر المعتز قبل أن ينفذ عزمه.
عن محمد بن بلبل قال : « تقدم المعتز إلى سعيد الحاجب أن أخرج أبا محمد إلى الكوفة ، ثمّ اضرب عنقه في الطريق ، فجاء توقيعه عليهالسلام إلينا : الذي سمعتموه تكفونه ، فخلع المعتز بعد ثلاث وقُتِل » (٢).
وعن المعلى بن محمد ، قال : أخبرني محمد بن عبد الله ، قال : « لما اُمر سعيد الحاجب بحمل أبي محمد عليهالسلام إلى الكوفة ، كتب أبو الهيثم بن سيابة إليه : جعلت
__________________
(١) الثاقب في المناقب : ٥٧٧ / ٥٢٦ ، الخرائج والجرائح ٢ : ٦٨٢ / ١ و ٢ ، نور الأبصار : ١٨٣ ، المناقب لابن شهر آشوب ٤ : ٤٧٠ ، إعلام الورى ٢ : ١٤١.
(٢) المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ٤٦٤.